موقف المرجعية الدينية في النجف الأشرف من ترشيح فيصل بن الحسين ملكاً على العراق وتتويجه عام 1921

محتوى المقالة الرئيسي

أ.م. د حسين عبد الواحد بدر الزبيدي

الملخص

تُعد المرجعية الدينية في النجف الأشرف من المؤسسات الدينية العريقة في البلدان الأسلامية ,اذ يرجع تاريخها الى القرن الخامس الهجري , وتميزت بميزات قل نظيرها , من قبيل الإستقلالية المالية والإدارية عن الحكومات والأنظمة الحاكمة , بحكم كونها تتلقى الأموال الشرعية من أتباعها ,وتأثيرها  الديني والإجتماعي على أتباعها سواء اكان ذلك داخل العراق او خارجه . بحكم كونها إمتداد لعقيدة الأمامة _ أن جاز التعبير _ احدى إصول الدين عند المسلمين الشيعة الاثنا عشرية , وبالتالي ثقلها الإجتماعي وما له من أثار سياسية لا يمكن تجنبه عند الحديث عن تاريخ العراق المعاصر , لا سيما إن كان الحديث عن  الأحداث والتطورات السياسية قبيل تأسيس الدولة العراقية عام 1921 والسنوات التي شهدت ترسيخ مؤسساتها ..     وعليه إن موقف المرجعية الدينية من ترشيح ملك للعراق وتتويجه , يمثل أهمية بالغة للبحث التاريخي , هذا أن علمنا ما للمرجعية الدينية في النجف الأشرف من دور مهم في قيادة الحركة الوطنية المعارضة للإحتلال البريطاني للعراق , الأمر الذي يجعلنا نفترض أن محمور المعارضة للمشروع البريطاني في العراق والذي تغير بعد ثورة العشرين من حكم بريطاني عسكري مباشر الى تأسيس دولة بنظام ملكي يخضع للنفوذ البريطاني التام , هي المرجعية الدينية  وعدم تغيير موقفها المبدئي من السيطرة البريطانية على العراق بأي شكلاُ كان , لكن تلك المبدئية التي وصلت الى درجة المثالية كانت لا تنسجم مع واقع سياسي وعسكري فرضه سيطرة دولة عظمى آنذاك على العراق , تمكنت من إستغلال التباين في المواقف بين شرائح المجتمع المتعددة ,وهو ما أدركته المرجعية متأخراً ولكنها رغم ذلك لم تغيير من مواقفها المبدئية , بوصفها جهة دينية عريقة لها ثوابتها . قُسم البحث الى مقدمة وثلاث مباحث وخاتمة بأهم الإستنتاجات .


    درس المبحث الأول موقف المرجعية من ترشيح ملك على العراق من الأسرة الشريفية التي كانت تحكم الحجاز , وأوضح المبحث أن المرجعية الدينية كانت مرحبة بتأسيس دولة ملكية في العراق يرأسها احد أنجال الشريف حسين ملك الحجاز, لا سيما فيصل بن الحسين, لكن موقفها تغيير بعد أن تأكد لها أن فيصل سيكون ملكاً عراقيا تحت سلطة الانتداب . اما المبحث الثاني , فتطرق الى مرشحي العرش وكيفية أختيار فيصل بن الحسين ملكاً على العراق من قبل السلطات البريطانية والأسباب التي دفعتها لذلك الأختيار. بينما عالج المبحث الثالث موقف المرجعية الدينية من تتويج فيصل والأسباب التي منعتها من اصدار أي موقف معارض لذلك التتويج , على الرغم من عدم ترحيبها بتتويج أي ملك في ظل الانتداب الذي عدته إستعمار بثوب جديد يجب التخلص منه , إنسجاماً مع مواقفها المبدئية من الإحتلال البريطاني للعراق.

تفاصيل المقالة

كيفية الاقتباس
أ.م. د حسين عبد الواحد بدر الزبيدي. (2023). موقف المرجعية الدينية في النجف الأشرف من ترشيح فيصل بن الحسين ملكاً على العراق وتتويجه عام 1921. مجلة كلية التربية الاساسية, 1(SI), 359–348. https://doi.org/10.35950/cbej.v1iSI.10629
القسم
مقالات العلوم الانسانية