انتشار البابية في ولاية بغداد وموقف رجال الدين والحكومة العثمانية منها

الملخص

       تأثر العراق من خلال موقعه الجغرافي القريب على ايران بالدعوة البابية اذ كان وسط وجنوب العراق وبصورة خاصة في الاماكن الدينية ولها اعتقادات بظهور الامام المهدي (عج) بالاضافة الى وجود تلاميذ الشيخ احمد الاحسائي والسيد كاظم الرشتي الذين كانوا يبشرون بقرب الظهور، هذه العوامل ساعدت على نشر الدعوة البابية بين الاوساط الدينية، وكان انصاره الباب يفدون للعراق عن طريق زيارة العتبات المقدسة اذ كان لحروف الحي دور في نشر الدعوة هناك وعلى وجه التحديد كل من الملا علي البسطامي وقرة العين التي كان لها دور بارز في قيادة الدعوة في العراق لما تملكه من معلومات دينية وفصاحة وقوة تأثير في الاخرين وقد تمكنت من ادارة حلقات الدروس للنساء في كربلاء وبغداد وعملت على تغيير العادات والتقاليد، خاض الدعاة مناظرات وجدالات واسعة مع رجال الدين الشيعة والسنة من اجل اقناع المجتمع بدعوتهم الجديدة وكانت هذه المناظرات تحت اشراف الحكومة العثمانية التي كانت اشد قسوة من الحكومة القاجارية في التعامل مع هكذا عقائد اذ تم حبس الملا علي البسطامي وبعدها رحل الى عاصمة الدولة العثمانية في حين كان مصير قرة العين الإقامة الجبرية في منزل مفتي بغداد وطردها ومن معها من العراق. ولم تلقي هذه العقائد ترحيب وانجذاب واسع من قبل طبقات المجتمع لانها جاءت بامور جديدة وغير معروفة عندهم لذلك تم محاربتها والحد من انتشارها وكان ابرز الواقفين ضدها هم اتباع المدرسة الشيخية على الرغم من تصديق البعض فيها.