القصيدة الرسم "دراسة للعلاقة بين شعر أحمد مطر ورسومات ناجي العلي "
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
لعلنا لا نجانب الحق إذا قلنا إن اهتمام الإنسان بالفن لا يقل أهمية عن اهتمامه بالعلم فهما العلم والفن نتاجان يمثلان محاور حياته التي لا يستغني عن أي منهما . وإذا نحينا الحديث عن العلم وقصرناه على الفن نقول إن الفنون الجميلة كانت وما زالت أدوات التعبير عن عواطف الإنسان تجاه الوجود ويحاول من خلالها أن تجد توازنا لمشاعره المختلفة ليس هذا فقط وإنما بالفن يستطيع أن يسد النقص الحاصل في الطبيعة فيحاول جاهلا في كل عمل إبداعي أن يصل إلى الصورة المثلى التي يجب أن تكون عليها الطبيعة لان الفن هو " عملية خلق وابتكار في ظل قانون ونظام من العلاقات الشكلية التي تتعامل مع الوجدان الإنساني ولا يتم للفنان انجاز عمله الفني إلا من خلال صراع وتضاد وتفاعل محتدم"[i] .
إن الفنون الجميلة مهما تكن مصادرها في حقل الصراع البشري تصبح من خلال الموهبة وتقنية العرض حقلا مختلفا [ii]
ولعل من المفيد في هذا البحث أن نترك الحديث عن الفنون الجميلة بعامة ونخص الشعر والرسم – ويبدو إن العلاقة بينهما أمر قديم في الفكر الإنساني وربما تكون إشارة أرسطو إلى أنواع المحاكاة في الشعر والرسم في قوله " الشعراء يحاكون من هم أفضل منا أو أسوأ أو مساوين لنا شأنهم في ذلك شأن الرسامين "[iii] هي أقدم إشارة لهذه العلاقة وفي معرض الحديث عن العلاقة تلك يقول ديميزات وبروكس[iv] إن هناك تأكيد للتكامل بين فني الشعر والرسم وتأثيرا أدبيا في الرسم من جانب وتحكما للرسم في التعبير الأدنى من جانب وبعبارة أخرى تأكيد التأثير التصويري في الأدب والتطابق الجمالي بين الشعر والرسم كما هو الحال عند الفنان الفرنسي شارل ألفونس يدي[v] في العصر الكلاسيكي في رسالة له بعنوان (فن الرسم ) توازي ( فن الشعر) لهوراس و ( فن الشعر )
[i] _ مبادئ التذوق الفني والتنسيق الجمالي 11
[ii] _ ينظر التحليل النفسي والفن 7
[iii] - فن الشعر 8
[iv] - ينظر العلاقات التصويرية 11
[v] - ينظر المصدر نفسه 11
تفاصيل المقالة

هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-ShareAlike 4.0 International License.