الإدغام عند ابن الجزري في كتابه النشر في القراءات العشر - دراسة صوتية صرفية-

الملخص

الإدغام في اللغة إدخال الشيء في الشيء. يقال: أدغمت اللجام في فم الدابة أي: أدخلته في فيها^([i]).

والإدغام في الاصطلاح: " هو وصلك حرفاً ساكناً بحرف آخر متحرك من غير أن يفصل بينهما بحركة أو وقف، فيصيران بتداخلهما كحرف واحدٍ يرتفع اللسان عنهما ارتفاعة واحدة، ويلزم موضعاً واحداً، ويشتد الحرف " ^([ii])

وقد اختلف الكوفيون والبصريون في لفظ الإدغام بالتخفيف والتشديد فهو عند الكوفيين بإسكان الدال أي على وزن إفعال، وعند البصريين بتشديد الدال على وزن افتعال من دغم^([iii])، أما اهتمام علماء اللغة بهذه الظاهرة فقد " بدأ في زمن سبق التأليف فيها وذلك في بداية النصف الثاني من القرن الثاني الهجري، وقد شهدت الدراسات القرآنية ولادة هذا العلم في التطبيق العملي في الإقراء " ^([iv])

ويعدّ الخليل أول من التفت إلى هذه الظاهرة وقد وردت إشارته إلى هذه الظاهرة في قوله: " إنّ التشديد علامة الإدغام " ^([v])، كما ذكر الإدغام عند سيبويه وعقد له باباً فقال: " هذا باب الإدغام في الحرفين اللذين تضع لسانك لهما موضعاً واحداً لا يزول عنه " ^([vi])، كما حدّد مخارج الحروف وصفاتها ليبيّن ما يحسن فيه الإدغام وما يجاز فيه وما لا يحسن فيه ولا يجوز فيه. وعرّف ابن جنّي الإدغام بقوله: " هو تقريب صوت من صوت " ^([vii]) وقسّمه بدوره على إدغام مثلين وإدغام متقاربين واصطلح عليهما بالإدغام الأكبر والإدغام الأصغر^([viii]).

• ينظر: تهذيب اللغة: أبو منصور الأزهري 8/78 ، ومقاييس اللغة 339 (دغم) ، والصحاح (تاج اللغة وصحاح العربية): إسماعيل بن حماد الجوهري 5/1920 ، واللسان 15/93 (دغم).


• الإدغام الكبير في القرآن: أبو عمروالداني 40، وينظر: شرح المفصل 10/12، وارتشاف الضرب من كلام العرب: أبو حيان الأندلسي1/163، وسراج القارئ المبتدئ وتذكار القارئ المنتهي: ابن القاصح 44.


• ينظر: شرح المفصل10/121، وحاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك: الأشموني 4/345.


• الإدغام في العربية: فاطمة حمزة الراضي، كلية الآداب، جامعة بغداد، أطروحة دكتوراه، 1986م،69.


• العين 1/50.


• الكتاب 4/437.


• الخصائص 2/139.


• ينظر: م.ن. 2/141، والدراسات اللهجية والصوتية عند ابن جنّي: حسام النعيمي 169، والإدغام في العربية ( أطروحة دكتوراه ) 43.