التفاعل الصفي بين الحضور الواقعي والافتراضي في تجارب التعليم المدمج

مستخلص البحث :

  ربما يعتمد نجاح العملية التعليمية بشكل كبير على طبيعة التفاعل بين المعلم والمتعلمين من جهة وبين المتعلمين فيما بينهم من جهة أخرى وفقا لطبيعة المقرر الدراسي أو الموضوعات التي تتطلب تفاعلا كحافز للإنجاز سواء كان ذلك بفعل التخطيط للتعليم أم التدريسي من قبل المعلم وبشكل منظم ومخطط له مسبقا، وهو بذلك يدفع عملية التعليم من مستوى التلقين إلى مستوى المشاركة والاندماج بالعمل، وقد تكون الأفعال والأقوال أو الآراء، والحوارات والحركات التي تتم داخل فضاء الصف الدراسي والتي يتم تنظيمها من قبل المعلم هي بهدف تحقيق تعلم افضل أو لتطوير الرغبة الحقيقية لدى المتعلم في التعلم، وتتخذ أشكالا عدة، منها اللفظية وغير اللفظية كالإشارات والإيماءات والحركات تهدف التواصل وتحقيق الانتباه للمواقف التعليمية بنشاط مستمر.  فقد اكد كل من روكي وبيري BarryRoky على ان أساليب المعاملة من جانب المعلم والتي تتسم بالمرونة والديمقراطية تؤدي إلى زيادة قدرة المتعلم على التفكير الإبداعي^[1].    كما قام ايرن Ahern بدراسة عينة مكونة من (144) متعلماً و(35) معلماً وتوصل إلى وجود علاقة موجبة بين القدرة على التفكير الإبداعي لدى المتعلمين في فضاءات التعليم المتمركز على التفاعل بين المعلم والمتعلم^[2].  كما أكدت العديد من نظريات التعلم واستراتيجيات التدريس على أهمية التفاعل الصفي والتواصل والحميمية كونها تُعد مرتكزاً أساسياً في التعلم الفعال والنشط^[3].  نحن اليوم أمام حالة أو ممارسة تكاد تكون جديدة من حيث وجوب التطبيق في العملية التعليمية وما أفرزته الأزمة العالمية لجائحة كورونا والتي فرضت بمقتضاها ان يكون التعليم الافتراضي بديلاً أو خياراً أو أسلوباً لإتمام سير العملية التعليمية، وما رافقها من بعض المعوقات التي سنسلط الضوء على جزئية هامة منها في الفضاء التعليمي الافتراضي من وجهة نظر تربوية لمدى التأثير على العملية التواصلية بين المعلم والمتعلم. فقد تتأثر العملية التعليمية بعمليات تواصلية وتفاعلية إنسانية واجتماعية وهي بمجملها تؤثر في الممارسة التعليمية، ويٌعد تفاعل المعلم مع المتعلمين ذا أهمية بالغة في عملية التعلم تحدده طبيعة الموقف التعليمي وما يتصل وإسهامه في بناء الاهتمامات والاتجاهات والميول وما ينعكس على أداء المتعلم في التحصيل الدراسي وتطوير روح الفريق وتوليد الشعور بالانتماء وإنشاء العلاقات التي يسودها جو الألفة والتفاهم، وبهذا يمكن عدّ التفاعل ركيزة هامة في العملية التعليمية، وهذا ما تناولته العديد من البحوث والدراسات حول أهمية إتقان المعلم لمهارات التواصل والتفاعل الصفي لنجاح عملية التعلم واثرها في سلوك المتعلم^[4].    كما تعد عمليات التفاعل الصفي احد الاتجاهات السائدة في عمليات تقويم أداء المعلم حتى باتت مادة علمية للباحثين التجريبيين في مجال التعلم باتخاذ منهج الملاحظة في دراسة سلوك المعلم داخل الصف الدراسي ورصد التفاعلات التي تحدث في المواقف التعليمية . 

    وقد اعتمد الباحث في هذه الدراسة التحليلية عدة محاور :

1. خصائص التفاعل الصفي.


2. دور المعلم والمتعلم في التفاعل الصفي.


3. الأنظمة التي تناولت قياس التفاعل الصفي.

الكلمات المفتاحية: الحضور الواقعي، الحضور الافتراضي، التعلم المدمج.