منهجية الإمام الصادق (عليه السلام) في تفسير القرآن الكريم ـ دراسة تاريخية

الملخص

       امتازت مرويات الإمام الصادق (عليه السلام) بقيمة علمية عالية ، وتأتي هذه القيمة من خلال المصادر التي إعتمد عليها الإمام (عليه السلام) في بث علومه ومعارفه ، ويأتي القرآن الكريم في مقدمة المصادر التي إستقى منها الإمام الصادق (عليه السلام) معرفته التأريخية ، وقد اشتمل القرآن الكريم على نصوص تأريخية منبثة في تضاعيف السور التي تضمنت الأحداث والأخبار التأريخية.

وقد إعتمد الإمام الصادق (عليه السلام) على قاعدة عرض النصوص والروايات على القرآن الكريم للوثوق من صحتها ، وهذه مسألة مهمة جداً تعطي جانباً إيجابياً لدى القارئ بخصوص تفسيره (عليه السلام) للقرآن الكريم. حيث يشترط عليه السلام عدم مخالفة ومعارضة هذه الروايات لما ورد في القرآن الكريم ، هنا يُغلِّب الإمام (عليه السلام) كتاب الله على قول البشر مهما كانت درجتهم. بل يربط الحدث التأريخي بالقرآن الكريم لكي تحصل لدى المتلقي عملية استدراك لهذا الحدث من خلال النص المقدس ، أي إنه يربط الحدث التاريخي بالنص القرآني فيعطي مادة تأريخية ذات صبغة علمية وعقائدية خالية من الشوائب.وفي مناظراته (عليه السلام) فإن مدرسة الإمام الصادق (علي السلام) تميزت في عصره بحرية الرأي والبحث ، فكان ذلك من أسباب إنتشار المعارف الإمامية وذيوعها ، وقد أرسى الإمام الصادق (عليه السلام) للثقافة الاسلامية الصحيحة أساساً وهيأ لها أسباباً للذيوع والإنتشار قبل نهاية القرن الثاني الهجري ، بل أصبحت هذه الثقافة نموذجاً لحرية الرأي والبحث ، فاقتدت به جميع الفرق الإسلامية في المباحث الكلامية والعلمية.وهكذا تدور أحداث واستنتاجات البحث معززة بالأدلة التأريخية والشواهد الواضحة التي تؤيد ما توصل اليه الباحث والله ولي التوفيق