الطريقة اللغوية لِفَهم ولترميم النصوص القديمة ودورها في نقد المصادر العربية
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
قامت مدارس كثيرة للنقد التاريخي ابتداء من القرن السابع عشر في طرق تحقيق المخطوطات، الى القرن التاسع عشر حيث تثبتت طرق البحث التاريخي التي توِّجت بمدرسة النقد التاريخي... مع "الطريقة اللغوية" سنفتح مدرسة جديدة للدراسات التاريخية، وهذه بعض نقاطها:
- دراسة اصول الكلمات لمعرفة أقدمها. مثلا هل "بعل" الاله الكنعاني سبق "بل" الاله البابلي او العكس؟ لان الالهين يحملان الوظيفة نفسها. فحسب التطور اللغوي إنّ اللفظة الكنعانية هي الاقدم لان "العين" الحلقية القاسية، تتحوّل الى "ألف" حلقية خفيفة، وليس العكس.
- تحقيق مخطوطات عربية قديمة بالعودة الى الأصل اليوناني او السرياني المترجمة عنه. يساعد هذا التحقيق في ضبط نص عربي حرّفه النساخ عبر مئات أو الاف السنين أحيانا، وبالتالي نحصل على نصّ ادق. فمثلا، بالعودة الى الأصل السرياني او اليوناني، استطعنا تغيير كلمات عربيّة، أجمعت عليها المخطوطات العربيّة كلها: يسيرة مكان سيرة؛ والذهن مكان والرهن؛ نجرّ مكان نوجد؛ حرصاء مكان حزماء؛ وبساطة مكان ونشاط...
- في تحقيق المخطوطات هذه نفهم جيدا تطوّر الكتابة العربيّة وتطوّر قواعد اللغة. ويساعدنا هذا الامر في نقد المصادر، وإعادة قراءتها. كما يساعدنا في تحديد معاني كلمات في عصرها قبل ان يتطوّر معناها كما هو معروف في يومنا. وبالتالي دققنا أكثر.
القسم الأول: الفيلولوجيا وعلم التاريخ
هل باستطاعتنا الاستفادة من الفيلولوجيا لتثبيت او توضيح احداثا معيّنة؟ هل نستطيع الاستعانة بالفيلوجيا للتدقيق في المصادر؟...
سنأخذ عدّة أمثلة مختلفة لنوضح أمرا جديدا في الأبحاث التاريخية.
ميّز النحويون العرب بين الحروف " المهموسة "والحروف "المجهورة" في الأبجدية العربية، إلا أنهم لم يذكروا أي شيء عن تطوّر أو تحوّل الألفاظ التاريخي من "مهموسة" إلى "مجهورة" كما هو معروف في اللغات الهندو ـ أوروبية. وكذلك لم يلاحظ هذه الظاهرة التاريخية المستشرق الفرنسي " جان كانتينو " في دراسته الأكاديمية[1]. وأوّل من استفاد من الدراسات في اللغات الهندو- أوروبية وطبّقها على اللغات السامية هو الأستاذ الكبير كريستوف لوكسنبيرغ.
تفاصيل المقالة

هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-ShareAlike 4.0 International License.