الخليفة المسترشد بالله (513 هـ - 529هـ/ 1118م -1135م) ودوره في النهضة الإصلاحية

الملخص

يعد الإصلاح السياسي من أهم الأركان الأساسية لترسيخ الحكم على مر العصور، والتاريخ حافل بالكثير من الإصلاحات السياسية التي قام بها أشخاص خُلدت ثوراتهم إلى وقتنا الحاضر، وليس أدل على ذلك من ثورة الحسين (عليه السلام) الإصلاحية، والتي تعد أشهر الثورات الإصلاحية على الإطلاق، وقد كتب عنها الكثير، الا اننا ارتأينا دراسة شخصية الخليفة العباسي المسترشد بالله ودوره الإصلاحي من خلال الصحوة التي قام بها واستطاع من خلالها استنهاض همم المسلمين الذين كانوا خاضعين لإرادة السلاجقة، مع ان هؤلاء السلاجقة اظهروا جانباً من الاحترام للخلفاء العباسيين الا ان الخليفة المسترشد بالله حاول ان يستعيد سلطته الدنيوية، واستغل الخليفة النزاع الذي كان يدور بين أبناء البيت السلجوقي، فحدثت المصادمات بين الطرفين لان السلاطين لم يرضوا بالتنازل عن نفوذهم، فذهب الخليفة المسترشد بالله ضحية للمؤامرات التي دبرها السلاطين. ومع ذلك يمكن القول بأن الخليفة قام بتحدي السلاجقة وأنجز إصلاحات إدارية وسياسية أدت بالتالي الى فتح طريق استقلال الخلافة واستعادة هيبتها فزاد ذلك من عوامل التماسك في الخلافة العباسية.