بناء الفرد في الحياة الاقتصادية من منظور الإمام الباقر (عليه السلام) (الإنتاج و الاستهلاك في العراق )

الملخص

      يعد عصر الامام الباقر (عليه السلام) مرحلة مهمة ونقطة تحول في حياة الشيعة من الناحية الفكرية والاجتماعية. تسببت سياسة الضغط والتشدد التي اتبعها الحكام الأمويون على الشيعة في ضياع فرص العمل والثروات وحقوق الشيعة من الخزينة. وكان الفقر منتشراً بين الشيعة لدرجة أن الأئمة تحدثوا عن ثواب الفقر وآثاره الطيبة في تخفيف معاناة الشيعة. فالإسلام دين الدنيا ودين الآخرة، ومع التوصية بإصلاح أمر الآخرة، فقد أمر بتنظيم الدنيا. ومن هذا المنطلق، لم يبقَ غير مبالٍ بالوضع الاقتصادي لأتباعه، ومن خلال تقديم حلول قيمة للغاية، أظهر اتجاه الازدهار الاقتصادي. بهذا اهتم أهل البيت (عليهم السلام) بمسألة الاقتصاد. وكلاهما حاول تنظيم الأمر بنفسه ودعوا أصدقاءهما وأتباعهما إلى هذا الأمر. ولم يستثن الإمام الباقر (عليه السلام) من هذه القاعدة، فإلى جانب كل الجوانب الروحية والعلوية من جانبه، ترك صورة اقتصادية ثرية للاجيال القادمة . للاقتصاد دور كبير في حركة الأمم والجماعات ، من حيث النمو والثبات والتكامل ، ومدّها بالقدرة على مواجهة الصعاب التي تقع في طريق النمو والتكامل ، فهو أحد العوامل الأساسية في بناء الحضارات ورفدها باسس البقاء والاستمرار ، حتى أن الإسلام في جميع مراحله لم يحقق أهدافه القريبة أو البعيدة إلّا بالاستعانة بالاقتصاد ، وبالمال الذي هو العصب الأساسي له . وقد أكّد الإمام الباقر ( عليه السلام ) في توجيهاته وارشاداته للجماعة الصالحة على أهمية المال في نجاح أعمالها ، واستقامة شؤونها ، وقوة كيانها . يكتسب البحث الحالي اهميته انطلاقاً من الفكر الاقتصادي للامام محمد بن جعفر الباقر (عليه السلام) ومحاولة الاستزادة منه في تحليل واقع الانتاج والاستهلاك في العراق , كونه احد البلدان ذات الاقتصادات الريعية التي تعتمد بشكل اساس على ايراداتها النفطية بشكل كبير لتغطية نفقاتها التشغيلية والاستثمارية .