العلاقات الدبلوماسية بين العراق وتشيكوسلوفاكيا 1958 – 1968

الملخص

      إن هناك ارتباط وثيق بين العراق وتشيكوسلوفاكيا على أساس المصالح المشتركة، إذ لعب العامل الاقتصادي دوراً هاماً ومميزاً في العلاقات الدولية وقد استقطب ذلك العامل سياسات الدولتين نحو الاستمرارية والتقدم وزيادة التعاون في المجالات الأخرى مثل التعاون الأمني والعسكري والثقافي، وعلى ضوء ذلك اتسمت العلاقات الدبلوماسية والسياسية بالصداقة وتقارب وجهات النظر فيما يتعلق بالقضايا الدولية المعاصرة ومنها رفض هيمنة الدول الاستعمارية وفرضها السيطرة على الدول المستضعفة وكذلك الوقوف ضد العدوان الصهيوني على فلسطين ، فضلاً عن إن العلاقات الثقافية التي نتج عنها التواصل والتفاعل الثقافي المباشر عن طريق البعثات العلمية والتعاون الرياضي والإعلامي، إن اعتراف تشيكوسلوفاكيا المبكر بالجمهورية العراقية بعد قيام ثورة 14 تموز 1958 ، كان بدافع سياستها التقدمية التي تهدف إلى تفكيك الاستعمار والقضاء على الرأسمالية ، ومن جهة اخرى لضمان تحقيق هدفها الذي كانت تسعى إليه قبل إعلان الجمهورية المتمثل بإيجاد صيغة منظمة للتعاون الدبلوماسي والتجاري بين الدولتين، إن التمثيل الدبلوماسي رفيع الدرجات المتبادل بين الدولتين انعكس بصورة ايجابية على تطور العلاقات بينهما فهو الوسيلة الأولى للتواصل بين الجانبين إذ تقع على عاتق البعثات الدبلوماسية مسؤولية متابعة وتنفيذ الاتفاقيات ، كما إن لشخصية الدبلوماسي الناجح الأثر البالغ في تقوية روابط الصداقة بين الدولتين، مرت العلاقات الدبلوماسية العراقية - التشيكوسلوفاكية بمرحلة من الفتور طيلة العهد الملكي في العراق، ومن ثم بدأت العلاقات الدبلوماسية بالتطور بعد اعتراف الحكومة التشيكوسلوفاكية بالجمهورية العراقية وارتفاع تمثيلها الدبلوماسي في العراق خلال مدة حكم عبد الكريم قاسم ، الا انها ما لبثت في مدة رئاسة عبد السلام عارف وعبد الرحمن عارف بالفتور، نظرا للتوجه القومي لعبد السلام عارف والذي نادى بالاشتراكية القومية وكان مؤمنا بالقومية العربية ، لذلك ابتعد بسياسته الخارجية عن الاشتراكية بمفهومها الشيوعي.