واقع تدريس مادة التربية الفنية في مدينة بغداد

محتوى المقالة الرئيسي

أ.م.د. علياء محسن عبد الحسين

الملخص

تعد التربية الفنية من المواد الدراسية المهمة للطالب في المراحل الدراسية كافة وعلى نحو خاص المراحل الأولى من حياته الدراسية منذ المرحلة الابتدائية، إذ إنها تسهم إسهاما كبيراً في تربية شخصية الطفل من الناحية التربوية والنفسية والاجتماعية والمهارية، فضلاً عن الجوانب الثقافية والإنسانية والعلمية التي تسهم في تنميتها في المراحل الدراسية التالية في المرحلة الثانوية (المتوسطة والإعدادية). إن التأكيد على المهارات العقلية العليا والتفكير الناقد من خلال ممارسة الفن، تنمي قدرات الطلبة فكراً وذوقاً ومهارة ويعدّ جيلاً واعياً يتمتع بالحس الجمالي والثقافة ليكون فاعلاً مؤثراً في المجتمع . لذا تكمن أهمية البحث الحالي في أنه يلتزم الرؤية التربوية والفنية على نحو عام، إذ تعد مادة التربية الفنية ضرورة ثقافية وحضارية لما لها من ارتباطات في كل جوانب الحياة على نحو عام . فكان من الضروري الاهتمام بهذه المادة ومتابعة واقع تدريسها وتفعيلها، فمن خلال الزيارات الميدانية التي قامت بها الباحثة ، وجدت صعوبات كبيرة ومشكلات عديدة تقف بوجه تفعيل هذه المادة ، ومن هذه الأهمية والمشكلات التي استدعت الكشف عن واقع تدريس مادة التربية الفنية في الوقت الحاضر، جاءت هذه الدراسة الميدانية للوقوف على مدى الصعوبات التي تواجه تدريس هذه المادة ومدى انسجام أهدافها مع واقع العملية التربوية في العراق حاليا وغيرها من الإشكاليات التي تواجه تدريس هذه المادة، وإمكانية تفعيل تدريسها وتطويرها. فقد هدف البحث إلى الكشف عن واقع تدريس مادة التربية الفنية في مدينة بغداد . واقتصر البحث على مدرسي ومدرسات مادة التربية الفنية في المرحلة الثانوية (المتوسطة والإعدادية ) في مدينة بغداد (الكرخ الأولى والرصافة الأولى) للعام الدراسي (2022- 2023). واعتمدت الباحثة الاستبيان المفتوح الموجّه الى مدرسي ومدرسات مادة التربية الفنية في المدارس الثانوية أداةً لبحثها ، وتضمن الاستبيان المفتوح (10) فقرات ، تم عرضها على مجموعة من الخبراء في تخصص التربية الفنية وطرائق التدريس والخبراء اللغويين للتحقق من صدق الأداة وصلاحيتها. وتم تفريغ البيانات من خلال إجابات المدرسين والمدرسات (عينة البحث) على الاستبيان المفتوح ، وتركزت الإجابات عن الأسئلة الثلاثة الرئيسة لتحقيق هدف البحث. وتم تحديد أهم الصعوبات بالنسبة للسؤال الأول والتي بلغ عددها ( 14 صعوبة ) ، وتحديد مدى انسجام أهداف ومفردات المنهج المقرر مع حاجات الطلبة وواقع العملية التربوية في العراق بالنسبة للسؤال الثاني في (3  فقرات )، وتحديد مقترحات مدرسي المادة التي تسهم في تفعيل تدريسها بالنسبة للسؤال الثالث في (6 فقرات) .وتم حساب التكرارات باستعمال معادلة (فيــشر) ،وكذلك تم استخراج الوزن المئوي لتوضيح نسبة كل فقرة من فقرات الاستمارة ، وترتيبها نسبة الى الأخرى .


وتوصلت الباحثة الى النتائج، من اهمها: تمثلت بضرورة وجود منهج محدد للطالب، وضرورة وجود مرسم أو معرض لعرض رسوم الطلبة المتميزين، وضرورة عدم وضع درس التربية الفنية في نهاية الجدول ، وفي ضوء النتائج ومناقشتها، توصلت الباحثة الى اهم الاستنتاجات الآتية:



  • عدم وجود منهج محدد للطلبة ينعكس سلبا على أهمية المادة وإمكانية تطبيقها على نحو أفضل، مما يؤثر سلبا في الحياة العملية للطلبة.

  • تتطلب المناهج الدراسية تحديثا مستمرا لكي تتلاءم مع التطورات الحاصلة في العالم، وتنسجم مع حاجات الطلبة وواقع العملية التربوية في العراق.


وبعد عرض النتائج والاستنتاجات توصي الباحثة بالآتي:



  • ضرورة طبع كتب التربية الفنية للطالب للمراحل كافة لأهميتها للطلبة والمدرسين، لما تتضمنه من مفردات القيم التربوية ومبادئ حقوق الانسان، لما لها من اثر في اغناء افكار الطلبة التربوية والقيمية، اضافة الى مجالات التربية الفنية المتنوعة من رسم وتصميم وخط عربي وزخرفة وفنون مسرحية وفنون موسيقية.


واستكمالاً للبحث الحالي وتطويراً له تقترح الباحثة اجراء البحث (واقع تدريس مادة التربية الفنية في المرحلة الابتدائية).

تفاصيل المقالة

كيفية الاقتباس
واقع تدريس مادة التربية الفنية في مدينة بغداد. (2024). مجلة كلية التربية الاساسية, 30(126), 139-158. https://doi.org/10.35950/cbej.v30i126.12213
القسم
مقالات العلوم الصرفة

كيفية الاقتباس

واقع تدريس مادة التربية الفنية في مدينة بغداد. (2024). مجلة كلية التربية الاساسية, 30(126), 139-158. https://doi.org/10.35950/cbej.v30i126.12213