وَاقِعُ الحِوَارَاتِ وَالتَّدرِيبَاتِ فِي كُتُبِ القِرَاءَةِ العَرَبِيَّةِ لِلمَرحَلَةِ الابتدَائِيَّة العُليَا فِي ضَوءِ أَسَالِيبِ تَنمِيَةِ الحَصِيلَةِ اللُّغَويَّةِ - دِرَاسَةٌ تَحْلِيلِيَّةٌ تَقوِيمِيَّةٌ -

  يَسْعَى هَذَا البَحْثُ إلَى ((تَحْلِيلِ الحِوَارَاتِ والتَّدرِيبَاتِ المُتَضَمَّنَةِ فِي كُتُبِ القِرَاءَةِ العَرَبِيَّةِ لِلمَرحَلَةِ الابتدَائِيَّة العُليَا وَتَقْوِيمِهَا فِي ضَوءِ أسَالِيبِ تَنمِيَةِ الحَصِيلَةِ اللُّغَويَّةِ)). استعمَلَ الباحثُ المَنهجَ الوصفِيَّ مَنهجًا لبَحثِه، وطَريقَة تَحليلِ المُحتَوى طَريقَةً لتَحقيقِ هدَفه، وَقَدْ شَمَلَ مُجتَمَعُ البَحْثِ وَعَيِّنَتُهُ مَطَالِبَ الحِوَارَاتِ والتَّدرِيبَاتِ التَّعلِيمِيَّةَ، الَّتِي تَلِي النُّصُوصَ القِرَائِيَّةَ المُتَضَمَّنةَ فِي كُتُبِ القِرَاءَةِ العَرَبِيَّةِ لِلصُّفُوفِ الثَّلاثَةِ العُليَا (الأخِيرَةِ) مِنَ المَرحَلَةِ الابتِدَائِيَّةِ فِي العِرَاقِ، لِلعَام ِالدِّراسِيِّ (2022م- 2023م)، والبَالِغَةَ (610) مَطَالِبَ لِلحِوَارَاتِ وَالتَّدرِيبَاتِ مَعًا.

      وبعدَ اطِّلاعِ البَاحِثِ عَلَى المَصَادِرِ الخَاصَّةِ بِمَوضُوعِ بحثِهِ، أعدَّ قَائِمَةً بأسَالِيبِ تَنمِيَةِ الحَصِيلَةِ اللُّغَويَّةِ المُنِاسِبِةِ لِلمَرحَلَةِ الابتِدَائِيَّةِ العُليَا، وقد تَضمَّنَتْ وَاحِدًا وَعِشرِينَ أسْلُوبًا، تأكَّدَ الباحِثُ من صِدقِها من طَريقِ عَرضِها عَلَى عَدَدٍ مِنْ المُحكِّمينَ والمُتَخصِّصينَ في مَجَالاتِ: اللُّغةِ العَربيَّةِ، ومَناهِجِهَا، وَطَرائِقِ تَدريسِهَا، والقِيَاسِ والتَّقويمِ، بَعد ذلكَ حَلَّلَ الباحِثُ مَطَالِبَ الحِوَارَاتِ والتَّدرِيبَاتِ المُتَضَمَّنةَ فِي كُتُبِ القِرَاءَةِ العَرَبِيَّةِ لِلصُّفُوفِ الثَّلاثَةِ العُليَا مِنَ المَرحَلَةِ الابتِدَائِيَّةِ فِي ضَوءِ هَذِهِ القَائِمَةِ، ثُمَّ استَخرَجَ ثَباتَ التَّحليلِ بِطريقةِ الاتِّفاقِ عِبرَ الزَّمنِ، وَبِاستِعمَالِ مُعادَلةِ (G-Cooper)؛ بَلَغَ مُتَوسِّطُ نِسبَةِ مُعَامِلِ الثَّبَاتِ لِلأَسَالِيبِ جَمِيعِهَا في كتَابِ الرَّابِعِ الابتدِائيِّ (94%)، وَمُتَوسِّطُ نِسبَةِ مُعَامِلِ الثَّبَاتِ في كتَابِ الصَّفِ الخَامِس الابتِدَائِيِّ (96%)، أمَّا كِتَابُ الصَّفِ السَّادِسِ الابتدِائِيِّ فَكَان مُتوَسِّطُ نِسبَةِ مُعَامِلِ الثَّباتِ فِيهِ (94%). اعتَمَدَ الباحِثُ التَّكرارَ وحدَةً للتِّعدادِ، وبَعدَ اكتِمالِ عَمليَّةِ التَّحليلِ، وبوسَاطَةِ استعمَالِ النِّسَبِ المِئويَّةِ والمِيزَانِ الخُماسِيِّ لِمعرفَةِ وزْنِ كُلِّ أسلوبٍ، أظهَرتْ نَتائِجُ البَحثِ انخفَاضَ مُستوَى أسَالِيبِ تَنمِيَةِ الحَصِيلَةِ اللُّغَويَّةِ في مَطَالِبِ الحِوَارَاتِ والتَّدرِيبَاتِ المُتَضَمَّنةِ فِي كُتُبِ القِرَاءَةِ العَرَبِيَّةِ لِلصُّفُوفِ الثَّلاثَةِ العُليَا مِنَ المَرحَلَةِ الابتِدَائِيَّةِ، فهيَ لَا تَتَعدَّى –بِنَحوٍ إجمَالِيٍّ- المُستَوَى الضَّعِيفَ. وَفِي ضَوءِ ذَلكَ، قدَّم البَاحثُ مَجمُوعَةً من الأسبابِ الواقعيَّة والعلميَّةِ لنتائجِ البحثِ، كَمَا استَنتَجِ أنَّ الحِوَارَاتِ والتَّدرِيبَاتِ المُتَضَمَّنةَ فِي كُتُبِ القِرَاءَةِ العَرَبِيَّةِ للمَرحَلَةِ الابتِدَائِيَّةِ العُليَا لَا يُمكِنُهَا أنْ تُنَمِّيَ الحَصِيلَةَ اللُّغَويَّةَ عِندَ تَلامِذَةِ هَذهِ المَرحَلَةِ بِنَحوٍ فَعَّالٍ؛ إذْ لَا تُوجَدُ قَاعدَةٌ عِلمِيَّةٌ مُوحَّدَةٌ مَبنيَّةٌ عَلَى أسَالِيبِ تَنمِيَةِ الحَصِيلَةِ اللُغَويَّةِ فِي إعدَادِ تِلكَ الحِوَارَاتِ والتَّدرِيبَاتِ. وعليه؛ أُوصَى الباحثُ بعدَدٍ منَ التَّوصياتِ، منها:

1- إيجَادُ مَنهَجٍ عِلميٍّ مُنَظَّمٍ لِاختيَارِ مَطَالِب الحِوَارَاتِ والتَّدرِيبَاتِ، تُرَاعَى فيهِ أسَاليبُ تَنمِيةِ الحَصِيلَةِ اللُّغَويَّةِ بِوصفِهَا هَدَفًا رَئيسًا مِنْ أهدَافِ تَدريسِ القِرَاءَةِ العَربيَّةِ لِلمَرحَلَةِ الابتِدَائِيَّةِ.

2- التَّوَازُنُ فِي المَجَالَينِ المَعرَفِيِّ وَالوِجدَانِيِّ (القِيَمِيِّ) عِندَ تَألِيفِ المَوضُوعَاتِ القِرَائِيَّةِ وَتَدرِيسِهَا.

3- تَزويدُ كُتُبِ القِرَاءَةِ العَرَبيَّةِ بِدَليلٍ لِلمُعَلِّمِ يُوضِّحُ لَهُ كَيفِيَّةَ إكسَابِ الحَصِيلَةِ اللُّغويَّةِ، وَأسَالِيبَ تَنمِيَتِهَا عِندَ المُتَعلِّمِينَ لِكُلِّ مُوضُوعٍ قِرَائِيٍّ.

     واستكمالاً لهذا البَحثِ اقتَرحَ الباحِثُ إجراءَ دراسَاتٍ لاحِقَةٍ امتدَادًا له؛ لإثراءِ هذا المَجالِ المُهِمِّ، الذي ما زالَ بِحاجَةٍ إلى المَزيدِ مِنَ الدِّراسَاتِ والبُحُوثِ.