انتفاضة الثامن من أيار 1958 و تداعياتها وموقف المملكة العربية السعودية منها

الملخص

كان لإعلان الوحدة المصرية السورية في شباط 1958 أثر واضحآ على لبنان, إذ أنقسم الرأي العام اللبناني الى قسمين  مابين مؤيد ومعارض لتلك الوحدة, ومما زاد الأمر توتراً هو إصرار الرئيس كميل شمعون على تجديد مدة ولايته الرئاسية مرة ثانية, ومن ثم أغتيال الصحفي نسيب المتني الذي  أشعل الشرارة الاولى للأنتفاضة و أدى الى حدوث مظاهرات واضطرابات داخلية في لبنان, أما موقف المملكة العربية السعودية من ذلك فلم يكن على وتيرة واحدة وإنما كان متبايناً, وذلك تبعاً لما يخدم مصالحها فقد اتخذت على الأغلب موقفاً أشبه بالحياد وذلك حرصاً على أمن وسلامة بلادها إلا أنها تمكنت بمساعدة من الولايات المتحدة الأمريكية بأنهاء تلك الانتفاضة, وذلك بعد اقناع كميل شمعون بالقبول بالأمر الواقع والتنازل عن الرئاسة, وذلك بعد فوز فؤاد شهاب بالانتخابات الرئاسية.

         قسم البحث الى مبحثين, جاء المبحث الأول بعنوان (انتفاضة الثامن من أيار 1958 وموقف المملكة العربية السعودية منها), إذ تناول الأسباب التي أدت الى اندلاع الانتفاضة ومجرياتها وموقف المملكة العربية السعودية منها, أما المبحث الثاني كان بعنوان (الإنزال الأمريكي في لبنان وموقف المملكة العربية السعودية  منه), واعتمد البحث على مجموعة من المصادر المتنوعة جاء في مقدمتها وثائق وزارة الخارجية الأمريكية, إذ اشارت تلك الوثائق الى موقف المملكة العربية السعودية من انتفاضة أيار, وكذلك موقفها من الإنزال الأمريكي في لبنان, وكذلك اعتمد البحث على عدد من الرسائل والاطاريح والكتب الوثائقية والكتب العربية والمعربة, وكذلك عدد من الصحف العراقية التي اغنت البحث بالمعلومات التاريخية.