نشوز الزوجة في الفقه الإسلامي

الحمد الله الذي أباح النكاح وحرّم السفاح ، وأباح لهذه الأمة ما لم يكن لغيرها يباح ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا رسول الله محمد بن عبد الله ، النبي الصادق الوعد الأمين، وعلي آله الطيبين الطاهرين ، وصحابته الغر الميامين ، وكل من سار على هديه، ونصر سنته، إلي يوم الدين .

أما بعد : فإن الله  U شرّع الزواج وأباحه لبناء الاسرة  التي قوامها الرحمة والمودة قال تعالي: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) ^([1])، ولما كانت الاسرة أساس المجتمع، واذا تفككت تفكك المجتمع كــلـه وخرج عن المنهج الرباني الذي أراده الله Y له، لذا فــقــد نظم الإسلام الحياة الزوجية تنظيما لا يجاريه تنظيم، وأرشد إلي كل ما يصلحها ، وجعل لكل من الزوجين دوراً ووظيفة يؤديها ، وعندما تختلط الأدوار ، ويخرج كل واحد منهما عن وظيفته ودوره ليؤدي وظيفة الآخر ، وهو غير مهيأ لهذه الوظيفة يصيب هذه الاسرة الإرباك والتعطيل والخراب . فيؤدي ذلك إلي وقوع الفرقة بين الزوجين، وتشريد أطفالهم.

أهمية الموضوع: ان موضوعنا الموسوم (نشوز الزوجة في الفقه الإسلامي) يعد مـن القضـايا الحساسـة التـي تهـدم كيـان الأسـرة والتــي إنتشـرت فـي مجتمعاتنـــا، يعـالج هـذا البحـث قضـية إجتماعيـة مهمة، تعـاني منهـا كثيـر مـن الأسـر، وهـذا نظـراً للـجـهل بالأحكام الشـرعية المتعلقـة بهـا، وعـدم فهــم طبيعـة العلاقـة بـين الـزوجين والقصـور فـي وعي دور الأسرة وأهميتها في بناء المجتمع، لذا لابد من بيان الأحكـام الشـرعية لهـذi القضـية)نشوز الزوجة) بذكر آراء الفقهاء واستدلالاتهم في هذه المسألة الحيوية .

 اسباب اختيار الموضوع : لاختيار موضوع  نشوز الزوجة  اسباب كثيرة أهمها :

1. أهمية الأسرة في بناء المجتمع، وتكوين نسيجه المترابط، ومساهمة في بيان جانب مهم من أحكامه الشرعية، المنظمة للعلاقات الأسرية فيه..


2. نشوز الزوجة له أثر كبير في زعزعة كيان الأسرة، وربما هدمه، لذا كان لا بدّ من تسليط الضوء عليه، بياناً وأحكاماً.


3. إنَّ هذه الدراسة تضع بين يدي الأسرة المسلمة علامات واضحة، وخطوطاً عريضة للعلاقة بين الزوجين، كما أنّها ترسم لهم أهم الأسس السليمة لبناء علاقة زوجية متينة، قائمة على المحبة، والمودة والمسؤولية، والاحترام المتبادل


4. ادعو اخوتي الباحثين لتناول هذه المسألة من الناحية الفقهية، تأصيلاً ، بشكل شامل ومعمق يتناول أحكام الشرع فيه، دراسة فقهية معاصرة، تراعي واقع الناس، وحساسية الموضوع.


5. ولعله يكون خطوة مباركة على طريق بناء البيوت السعيدة، حتي تكون عامرة بالحب والخير والحنان، في ظلال القرآن وشريعة الواحد الديان.

منهج البحث: أمــا المــنهج المتبــع فهــو مــنهج وصــفي استقرائي ، بحيــث تطرقــت مــن خلالــه لهــذا الموضـوع بصـفة بسـيطة ومـوجزة، ذلـك مـن خـلال عرض أراء ومـذاهب الفقهـاء وبيـان أدلتهم والمقارنة بينها مما يساعد على الفهم والإسـتيعاب الجيـد لمـدي خطـورة النشـوز و ما قد يترتب عليه من أثر؛

 ويتلخص أسلوب البحث في الأمور الآتية:

1. الرجوع إلي المصادر الرئيسة والأصيلة، ذات الصلة بموضوع البحث، من كتب التفسير، والحديث الشريف، والفقه الإسلامي،


2. عزو الآيات إلي سورها بالاعتماد على مصحف المدينة .


3. تخريج الاحاديث النبوية الشريفة من مظانها ، فإن وردت في الصحيحين اكتفيت بذلك وإلا ابحث عنها في كتب الحديث الأخرى


4. . وضعت خاتمة للبحث تضمنت أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال البحث

خطة البحث:  لمقتضيات البحث قمت بتقسيم هذا البحث على: مبحثين بعد المقدمة التي اشتملت علي: أهمية الموضوع، اسباب اختياره، ومنهجه ، وخطته ، وعلي النحو الآتي:

المبحث الأول: مفهوم نشوز الزوجة ومظاهرهُ، وفيه مطلبان :  الأول: تعرف نشوز الزوجة لغة واصطلاحاً المطلب الثاني: مظاهر نشوز الزوجة، والمبحث الثاني: حكم نشوز الزوجة و ادلته، وآثاره واشتمل على مطلبين : الأول: حكم نشوز الزوجة وادلته والثاني : الآثار المترتبة على النشوز، وجاءت الخاتمة لتتضمن أهم النتائج التي توصلت اليها من خلال البحث ، ومن ثم ذكرت المصادر والمراجع

والحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلي الله وسلم على رسول الله، وآله وصحبه، ومن والاه، واتبع هداه

([1]) الروم: ٢١.