النشاط الثقافي لليهود في مصر 1922-1956
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
النشاط الثقافي لليهود في مصر "1922-1956" انقسم الى ثلاثة أقسام، القسم الأول الصحافة اليهودية فقد مارس اليهود حريتهم الكاملة في إصدار صحفهم ومجلاتهم من دون أي قيود، وقد اتسمت صحفهم ومجلاتهم بدعم ومساندة الحركة الصهيونية وتبني طروحاتها في إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين واستحضارها للتأريخ اليهودي وتأكيدها لوحدة اليهود في كل العالم والتثقيف بأهمية اللغة العبرية والعناية بها باتجاه إبراز الخصوصية اليهودية بشخصيتها وملامحها الواضحة خدمة لتحقيق غاياتها المعروفة في هذا الصدد. أما في مجال إنشاء الجمعيات الثقافية اليهودية فقد كان لهم باع في ذلك أيضاً وهذه الجمعيات خدمت ذات التوجه، فضلاً عن النهوض بالواقع الثقافي لليهود عموماً من خلال عقد الندوات والمحاضرات التوعوية لأبناء الطائفة وللمجتمع ككل لإيصال صوتهم وبيان قدرتهم في الأبداع. لم يبرز في المدة محل البحث سوى عدد محدود من الكتاب اليهود على رأسهم مراد فرج ليشع وإسرائيل ولفنسون فالأول كان مندمجاً مع الفكر الصهيوني وسعى لتوظيف فكره لخدمة مخططاته فمهد لإيجاد صلة بين اللغة العبرية والعربية والأصول اليهودية التي حاول إثبات أنها تعود للجزيرة العربية، كذلك الأمر مع الثاني الذي جهد لتأكيد صلة القربى بين اليهود والعرب وانهم أبناء عمومة برأيه. لم يندمج اليهود بحركة الثقافة العربية في مصر لتأثرهم بالثقافة الأوروبية لا سيما الفرنسية منها فكانت هي اللغة المعتمدة في مدارسهم وصحفهم وكتبهم وحتى بعض محاضراتهم الثقافية، فكان تأثيرهم ضئيلاً ضمن محيطهم. على أنه لا يمكن إغفال أنه على الرغم من الوعي الثقافي اليهودي المتقدم إلا أن العديد من اليهود لم يكونوا يجيدون اللغة العبرية وبالتالي كانت العديد من نشاطات طائفتهم هي لبحث سبل الارتقاء بهم في هذا الصدد، عن طريق أنشاء الجمعيات الثقافية ووضع المؤلفات اللغوية المختلفة.
تفاصيل المقالة
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-ShareAlike 4.0 International License.