الأزمة المائية العراقية والأستراتيجيات المقترحة لحلها

الملخص

    تشكل المياه شريان الحياة واساس الوجود قال تعالى (وجعلنا  من الماء كل شيء حي )  فبدونها لا يمكن ان توجد حياة وان استمرار الحياة والتقدم في المجتمعات يعني تلقائيا زيادة الطلب على المياه فقد كان لها دور كبير في توجيه مسيرة الهجرات البشرية وتوزيع السكان حيث كانت المياه ومازالت مثار النزاعات بين الدول لاسيما الدول المشتركة بنهر او اكثر يجري في حدودها ان معظم مياه العراق تنبع  من خارج حدوده وهي معرضة للانخفاض فضلا عن تعرضها للهدر والتلوث فلابد من وضع العديد من الاستراتيجيات الداخلية والخارجية التي تكفل حسن ادارة المياه وتنميتها .

     تم تقسيم الدراسة الى مبحثين حيث تطرق المبحث الاول الى الازمة المائية واسبابها والتي من اهمها التباين المناخي والزيادة السكانية والتلوث فضلا عن سوء الادارة والتخطيط لادارة الموارد المائية والعقوبات الاقتصادية المفروضة على العراق بسبب الحروب والنزاعات التي حدث في العقد السابق كما قامت دول الجوار ولاسيما تركيا وايران باستغلال مياه دجلة والفرات حيث قامت تركيا ببناء العديد من السدود العملاقة مثل سد تاتورك على نهر الفرات وسد اليسو على نهر دجلة وهذا ما اثر على كمية المياه الواردة الى العراق اما ايران فقد عملت على قطع مياه بعض الروافد التي تغذي نهر دجلة بشكل كامل مثل نهر الوند والكرخة فضلاً عن تحويل مجرى نهر الكارون الى داخل الاراضي الايرانية الذي كان يغذي شط العرب مما ادى الى حدوث ارتفاع في نسبة الملوحة بشكل كبير في مياه شط العرب وتأثر الاراضي الزراعية ونوعية مياه الشرب في المحافظات الجنوبية من العراق.

     اما المبحث الثاني فقد تطرق الى اهم الاستراتيجايات الداخلية المتمثلة بادراة الموارد المائية وخصخصة وحصاد وتحلية وتسعير المياه فضلا عن استخدام طرق الري الحديثة واستراتيجيات خارجية تمثلت بالحلول الدبلوماسية والتفاوضية والتعاونية المقترحة لتفادي وحل الازمة المائية العراقية .