ابستمولوجيا الاتصال الشبكي وتداعياته المجتمعية في عالم تصميم الأزياء والموضة

         تعد الابستمولوجيا علماً يتناول الأطر المعرفية والعلمية بجميع مجالات الحياة وهي احد فروع الفلسفة التي تهتم بنظرية المعرفة وعرفت ايضاً بعلم العلوم ، وهي الفعل العقلي الذي يتم به النفوذ الى جوهر الموضوع لتفهم حقيقة ما، وان معظم الجدل والنقاش في هذا الفرع يدور حول تحليل طبيعة المعرفة وارتباطاتها بالترميزات والمصطلحات ودراسة وسائل انتاج المعرفة، ومن حيث انها تعتبر من العلوم المعرفية التي تهتم بنقد المعرفة بهدف الكشف عن مبادئها وظروف نشأتها وتفسيراتها للواقع ونتاجاتها من حيث الاهتمام بالمفاهيم والآليات المنهجية والنتائج المتوصل اليها في مختلف العلوم، وجد انه من الممكن البحث والتقصي من خلال هذه المعارف في عالم الاتصال وتحديداً الاتصال الشبكي.. اذ يعد الاتصال من الممارسات والأنشطة الانسانية منذ القدم ولايزال هو لغة تخاطب مشتركة مع الأخرين لتفاهم وتبادل الافكار والمعلومات والآراء فيما بينهم ، وهو التفاعل الذي يحصل بين طرفين مستقلين ( المرسل والمستقبل ) وتكون هذه الاستجابة في بيئة ووسط اجتماعي. فهو العملية التي يتم بوساطتها نقل المعلومات والافكار والتوجيهات من خلال نظام اجتماعي وثقافة ومؤثرات وتداعيات اجتماعية وبيئية وسيكولوجيات ذاتية وعمليات موضوعية للإنتاج والانعكاس على وفق المعرفة المدمجة بالأعمال التصميمية بحيث يصبح جزءاً منها ثقافة الشيء الصالح للتطبيق .. هذا ما يمكن تطبيقه في عالم الازياء والموضة بأعداد خطط استراتيجية ممنهجة ذات أطر معرفية ابستمولوجية ما بين مصممي الأزياء والمتلقين (المستهلكين) عبر انظمة اجتماعية على وفق تداعيات مجتمعية متغايرة ومتمايزة من حيث الأفكار والدوافع والميول والرغبات والعقائد والتصنيف الطبقي والاحوال الاقتصادية والسياسية والدينية  والتداولية الفعالة بين هذه الفئات المجتمعية بأجناسهم المختلفة وانتماءاتهم المتعددة ... الخ

   كل ذلك يتمحور في مجال المعرفة بعلوم الاتصال الشبكي ومكوناته وآلياته التي تكمن في فاعليته المؤثرة والمتأثرة بالتداعيات المجتمعية التي تطرح عبر الاعلانات الترويجية التي تعد من وسائل الاتصال الشبكي وهي بشكل عام والخاصة منها بتصميم الازياء والموضة فتعمل على تعريف المتلقي بالمنتوج والعمل على اقناعه لكون ان الاعلانات تعد احدى آليات لغات الاتصال والتخاطب المجتمعية ومن العناصر الاكثر جذباً بما تحمله من قيم تعبيرية يتحكم من خلالها المضمون بالفاعلية الاتصالية لتحقيق التفاعل التسويقي بين المصممين والشركات المصنعة للملابس ودور العرض لتصاميم الازياء بتغاير موضاتها وذلك لزيادة الاستجابة لدى المتلقي المقتني والمستهلك لغرض زيادة المبيعات وتحقيق اعلى سمات التعامل التجاري والاقتصادي وتشجيع التنافس بين المصممين والمنتجين والصناعيين لتقديم افضل ما لديهم لتحقيق التواصل الثقافي والتطور التقني .

وهذا ما سيرصد من خلال:

1: مفهوم الإبستمولوجيا وعلوم الإتصال .

2: ثقافة المعرفة والتداعيات المجتمعية .

3: عالم تصميم الأزياء والموضة وآليات الإتصال الشبكي .

كل ذلك يمكن ان يستحصل بتبادل الخبرات المعرفية والسلوكيات المجتمعية وتداعيات التطور اللامتناهي عبر دول الوطن العربي والعالم اجمع وذلك لزيادة سرعة نفاذية الافكار والعلوم المعرفية والتطورات الحاصلة لترويج المنتوج عبر التواصل الشبكي الذي اصبح احد اهم مجالات الاتصال والذي اخترق واقعنا الحالي واصبح منفذاً لتسويق العديد من المنتجات التي تتطلبها المجتمعات ومنها الأزياء بموضاتها المتجددة والمنتجة في دول الوطن العربي او العالم اجمع .