الاستنهاض في قصائد السيدين حيدر الحلي و جعفر الحلي (الإمام المهدي "عج" انموذجاً) دراسة موازنة موضوعية – اسلوبية

الملخص

على امتداد العصور الأدبية كان لموضوع "الاستنهاض" حضورٌ في الشعر العربي، لكنه لأسبابٍ سياسية– اجتماعية غلب ظهوره في الشعر الحسيني ولاسيَّما في القرن التاسع عشر الميلادي، فأضاف إليه ظاهرة موضوعية- فنية في عددٍ من أغراضه الشعرية كالمدح والرثاء، والحماس، والعتاب والشكوى..، بأساليبٍ لغوية مختلفة منها؛ النداء، والاستفهام، والأمر، والتكرار..، خرجت من أغراضها الحقيقية إلى أغراض بلاغية اقتضتها رؤية الشاعر وتجربته في معالجة وضعه الراهن آنذاك، مستمداً من الموروث التاريخي– الديني- العقدي لغته الشعرية وصورها بصدقٍ فنيٍ  في التعبير والوصف ورصانة اللفظ وقوة المعنى وسباكة الجمل، وأضفت عليه جدلية الأمل الإنقاذي والألم التراجيدي في استنهاضه للإمام المهدي(عليه السلام) منقِذاً ومخلِّصاً من ظلم السلاطين، ولاسيَّما السلطة العثمانية التي عانت الأمةُ الإسلامية منها الأمرين، فانبرى الشعراء يدافعونً عنها ومنهم شاعرينا؛ السيدين الحليين حيدر وجعفر، ورغم الدراسات والبحوث العديدة في شعرهما، لم أجد بحثاً تناول الموازنة بين قصائدهما الاستنهاضية ولاسيّما أنهما قد عاصر بعضهما الآخر في بيئة واحدة سبع وعشرين سنة في مدينتي؛ الحلة الفيحاء، والنجف الأشرف. فكان بحثنا الموسوم بـ (الاستنهاض في قصائد السيدين حيدر الحلي وجعفر الحلي - الإمام المهدي "عج" انموذجاً) مستخدماً  فيه منهج  الموازنة الموضوعية – الاسلوبية بين قصائدهما، ولمقتضى محدودية البحوث لم يتناول بحثنا كل موضوعات وأغراض قصائدهما الاستنهاضية، كالمدح والرثاء والحماس لبني هاشم والحسين.. وغيرها، ومع ذلك كانت له بعض النتائج وأهمها؛ أن السيد جعفر الحلي قد عاش شاعراً مع حياة السيد حيدر الحلي سبع عشرة سنة من عمره، ومن خلال جدولة موضوعات قصائدهما الاستنهاضية والأساليب المستخدمة فيها، تبيًّن للباحث بأن هناك فرقاً واضحاً في عدد المرات التي تناول فيها الشاعر تلك الموضوعات وعدد الأساليب المستخدمة فيها، وتبيًّن مدى تأثيرها في منهج البحث "الموازنة"، وأن انتظار حيدر الحلي لإمامه المهدي كان انتظاراً سلبياً، بينما كان انتظار جعفر الحلي انتظاراً إيجابياً، وكان جعفر الحلي يدعو لطلب الثأر للدين والشريعة أكثر من حيدر الحلي، وفي موضوع "طلب الثأر" نجد أنهما قد التجأ الى استخدام المحسنات اللفظية وأكثرا من أدوات الاستفهام وفعل الطلب، لمناسبة مقتضى الحال وهو تأخر الأخذ بالثأر من قتلة آل محمد (صلى الله عليه واله)، وقد امتاز حيدر عن جعفر بانفراده لتناول بعض الموضوعات، وأنه كان أكثر منه استخداماً للأساليب اللغوية .