نظرية الردع الجيوبولتيكي (قلب العالم الجديد)

ان مقياس الادراك لدى الشعوب العربية والاسلامية بخطورة مشروع الشرق الاوسط الكبير هو عال جدا ولكن الجهل والفقر المفروض على تلك الشعوب فضلا عن الحروب الاقليمية والداخلية العرقية والطائفية منها كان لها التأثير في اضعاف الامة العربية والاسلامية , لقد مر هذا المشروع بمراحل عدة خلال اكثر من قرن من الزمن واقرار دول الحلفاء بهذا المشروع خاصة بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وروسيا ثم ظهور الكيان الصهيوني ،ان ما جاء به برنارد لويس هو التقسيم النهائي للمشروع الصهيو امريكي الذي بدأ تنفيذه بشكل فعلي على الارض من خلال خلق الحروب والازمات الداخلية في بعض تلك الدول لإعادة رسم خارطة شعوب المنطقة.

ان نظرية الردع الجيوبولتيكي جاءت لمواجهة مشروع الشرق الاوسط الكبير واعادة لحمة البلاد الممزقة عرقيا ودينيا وطائفيا ،وجعل تلك الدول دولة واحدة ذات قدرات عالية من الناحية الاقتصادية والسياسية والعسكرية ،فضلا عن بناء مركز قرار سياسي وعسكري واقتصادي لها سمي بمنطقة القلب، ان الاستعمار القديم والحديث حاولا ان يقدما حلولا منطقية في كيفية تقسيم الشرق الاوسط الى كانتونات صغيرة لسهولة السيطرة عليها دون خسائر او تقليلها الى الحد الادنى بمباركة ورضا، شعوبها للتخلص من مرحلة الحروب الدينية والعرقية والطائفية,التي كانت وما تزال هي احدى اسلحة تنفيذ مشروع الشرق الاوسط الكبير.  ان نظرية الردع الجيوبولتيكي هي بمثابة الدرع الذي يعمل على افشال مشروع الشرق الاوسط الكبير ان توفرت الظروف الملائمة لذلك, فتنفيذ هذه النظرية على ارض الواقع لا يتم الا بجهود تلك الشعوب ووعيها وايمانها بالوحدة والقوة والمصلحة المشتركة ، ووعيها بخطورة مشروع الشرق الاوسط الكبير.

المشكلة/ هل من الممكن تحويل مسار القوة من خلال بناء منطقة قلب جديدة ؟

الفرضية/1- من الممكن بناء تحالفات تمكنها من بناء قوة شرق اوسط تتحكم به.

2-ضمان تدمير مشروع الشرق الاوسط الكبير من خلال سيطرة منطقة القلب الجديدة عسكريا وسياسيا واقتصاديا على تلك المنطقة.

لقد تضمن البحث عدة مباحث هي:-

المبحث الاول /مشروع الشرق الاوسط الكبير أهدافه وتأثيره الجيوبولتيكي على الوطن العربي.

المبحث الثاني / نظرية برنار ليويس للمشروع الشرق الاوسط الكبير وبوادر التنفيذ

المبحث الثالث/ نظرية الردع الجيوبولتيكي .