سياسة إيطاليا تجاه اليمن 1918-1945

الملخص

تعد سياسة إيطاليا تجاه اليمن جزءاً مهماً من التاريخ السياسي لمنطقة جنوب غرب شبه الجزيرة العربية والبحر الأحمر, ومحور من محاور العلاقات الدولية في العصر الحديث, وقد ارتبطت تلك العلاقات بتعاظم دور ايطاليا في المدة المحصورة ما بين الحربين العالميتين, فبرزت كقوة عظمى محاولةً دخول معترك التنافس الاستعماري في منطقة البحر الأحمر وجنوب الجزيرة العربية إلى جانب القوى الكبرى من جهة, ومزاحمة بريطانيا التي تحتل الجنوب اليمني من جهة أخرى, فضلاً عن الدوافع والأهداف التي سعت إيطاليا لتحقيقها في السيطرة على البحر الأحمر وحماية مصالحها المتمثلة مستعمراتها في إفريقيا ، لاسيما مستعمرة ارتيريا, فوجدت الفرصة سانحة لها في اليمن فحاولت التقرب من الإمام يحيى حميد الدين عن طريق الاعتراف بحكمه وعقد معاهدة معه مقابل ذلك تقديم المعونة العسكرية لتثبيت مركزه, وتقديم المساعدات في المجالات الاقتصادية والاجتماعية.          قسم البحث إلى خمسة مباحث, خصص المبحث الأول للحديث عن الأطماع الإيطالية في السيطرة على اليمن ومداخل البحر الأحمر خلال العصر الحديث, أما  المبحث الثاني فقد تناول سياسة إيطاليا تجاه اليمن بعد نهاية الحرب العالمية الأولى 1918-1925, أما المبحث الثالث سلط الضوء على المعاهدة التي عقدت بين إيطاليا والمملكة المتوكلية اليمنية, والموقف الدولي منها ونتائجها ودوافع عقدها, بينما جاء المبحث الرابع ليركز على دراسة طبيعة العلاقات الإيطالية – اليمنية بعد عقد المعاهدة بينهما والتعاون المشترك والمساعدات السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية التي قدمتها إيطاليا لليمن في إطار المعاهدة الإيطالية – اليمنية, أما المبحث الخامس فقد أوضح بشكل بسيط أثر الحرب العالمية الثانية 1939-1945 والنتائج التي تمخضت عن هزيمة المانيا وحلفائها, ومن ضمنهم إيطاليا الفاشية في الحرب, حيث افقدها مستعمراتها في شرق أفريقيا (أرتيريا وأجزاء من الصومال) والقضاء على حلمها في السيطرة على اليمن ومداخل البحر الأحمر من ناحية باب المندب.