الصورةُ الشِّعريَّةُ وجمالياتُهَا فِي كتابِ المستدركِ على صُنَّاعِ الدَوَاوينِ والمجموعاتِ الشِّعريةِ الأندلسيةِ

الملخص

تَهدفُ هذهِ الدراسةُ إلى التبحرِ والغوصِ في بحرِ الصُّورةِ الشِّعريةِ، وجمالِياتِهَا، وأنماطِهَا، فِي الشعرِ الأندلسيِّ، الذي أغفلَ محققوا دواوينَ الشُّعراءِ أنظارَهم عنه من دونِ قصدِ، والمجموعِ من الصادرِ الأُخرى في كتابِ المستدركِ على صُنَّاعِ الدَوَاوينِ والمجموعاتِ الشِّعريةِ الأندلسيةِ، الذي جمعَهُ وحققهُ الدكتورُ محمد عويد الساير. وكانَ سببُ اختيارِنا لهذا العنوانِ يكمنُ بعدمِ دراسةِ الباحثينَ لأغلبِ النُّصُوصِ الموجودةِ بهذا الكتابِ، وكشفِ معالمهَا، وهي نصوصٌ جميلةٌ غنيةٌ بعناصرِ الإبداعِ. وكما هو معلومٌ عندَ أغلبِ الباحثينَ والنقادِ فإنَّ الصُّورةَ من أَهَمِّ مكوناتِ وعناصرِ النَّصِّ الشِّعريِّ، فهي جوهرُ النَّصِّ، وَوَسيلتُهُ القادرة، والمتمكنة على الإبداعِ، والخلقِ، والتصويبِ لجزئياتِ الواقعِ، ومن دونِهَا يصبحُ النَّصُّ تقريريًّا، لذلكَ اهتمَّ النقادُ والبلاغيونَ بكلِّ ما يخصُّهَا، ويحيطُ بها من مفهومِهَا، وعناصرِهَا، وأنواعِهَا، قديمًا، وحديثًا. وقد تنوعتْ الصُّورةُ في النُّصُوصِ الشعريَّةِ بينَ حِسيَّةٍ تعتمدُ على حَاسةٍ، أو أكثر من حواسِ الإنسانِ، وبِوسَاطةِ الحواسِ يمكنُ للمتلقي أنْ يقفَ عندَ الصُّورةِ التي رسمَهَا المبدعُ بخيالِهِ العميقِ، ويُدركُهَا، ويربطُ بينَ أجزائِهَا، ومكوناتِها للوصولِ إلى كليتِهَا، وبينَ عقليَّةٍ ذهنيَّةٍ تعتمدُ على العقلِ والتفكيرِ، في إدراكِهَا واستيعابِهَا، وقد سرنا على طريقِ المنهجِ التحليلِيِّ في استنطاقِ النُّصُوصِ الشِّعريَّةِ التي انتقيناهَا للدراسةِ، وتفسيرِهَا، معَ الإفادةِ من المنهجِ الفنِّيِّ؛ لتكتملَ عمليةُ الكشفِ والاستخراجِ للصُّورةِ، والتي نطمحُ لهَا، وقد قُسِمَتْ الدراسةُ على تمهيدٍ ومبحثينِ، مشفوعينِ بالخاتمةِ والمصادرَ والمراجعَ، وقد تبينَ وتكشفَ لنا مقدرةُ الشُّعراءِ على استعمالِ الصُّورةِ الشِّعريَّةِ بكلِّ أنماطِهَا المتنوعةِ، وعبروا بوساطتِهَا عن صفوةِ أو حصيلةِ التجاربِ التي خاضوهَا معَ الحياةِ، فَضلًا عنْ بيانِ آرائِهم فيها .