أثر المعتقدات الدينية في عمارة المعابد والزقورات العراقية القديمة (زقورة بابل انموذجاً)

الملخص

يعد موضوع المعتقدات الدينية من المواضيع المهمة في حقل الدراسات الاثارية والتاريخية القديمة، إذ شغلت المعتقدات والعبادات والطقوس الدينية حيزاً كبيراً ومهما في حياة الشعوب القديمة وتركت آثارا واضحة على مسيرتها الحضارية. ولعلنا لانكون مخطئين اذا قلنا ان الجانب الديني كان من ابرز العوامل المؤثرة في حضارات الامم القديمة، فهو يسهم في تحديد الاطر العامة للعادات والتقاليد والاعراف والقوانين وله اثره في الحياة الاقتصادية والفنية والادبية. ومهما اختلفت الديانات وتباينت فيمكن القول بصورة عامة انها تفترض وجود قوة أو قوى عليا في الكون يسعى الانسان دائما للتقرب اليها عن طريق عبادات وطقوس معينة تقام في اماكن مخصصة عرفت "بالمعبد" في حضارة بلاد الرافدين. تناول البحث محورين اساسيين، كان الاول منهما: اثر المعتقدات الدينية في عمارة معبد وزقورة بابل القديمة "برج بابل" وتم فيه تناول وتوثيق تاريخ بناء المعبد وزقورته المشهورة، واستعراض اهم الآراء والفرضيات التي طرحت بخصوص اصل تسميته والتاريخ الزمني الصحيح لبنائه وتجديده من قبل ملوك وحكام بلاد الرافدين عبر عصور تاريخية مختلفة في ضوء المصادر المسمارية والادلة الاثارية التي كشفت عنها نتائج التنقيبات الاثارية  في مدينة بابل وما يجاورها من مدن قديمة في القرن الماضي المنصرم. في حين تناول المحور الثاني، برج بابل ومدينة بورسبا (برس نمرود) ، وتم فيه تناول العلاقة الجدلية بين برج بابل وزقورة برس نمرود في مدينة بورسبا. كما تم الاشارة الى اهم ما نسج عن زقورة بورسبا وعلاقتها ببرج بابل من قصص خيالية وروايات اسطورية وردت في المصادر التاريخية وغيرها متأثرة بما ورد في روايات كتاب العهد القديم "التوراة" مما اثار ذلك الكثير من التساؤلات والجدل بين اوساط الباحثين والمختصين بل وحتى عامة الناس على ان زقورة بورسبا هي برج بابل. من هنا حاولت هذه الدراسة تقديم بعض الاجوبة على تلك التساؤلات من خلال الاستعانة بالمصادر المسمارية والدراسات ونتائج التنقيبات الاثارية التي جرت في موقع المدينة وما جاورها.