طرائق التدريس المستعملة من قبل مدرسي الاجتماعيات في المرحلة الثانوية في ضوء مفهوم الجودة الشاملة وتحديات العصر

      ظهرت في الفترة الأخيرة العديد من الشكاوى من نظام التعليم السائد وبرامجه في العديد من أنحاء العالم ومنها العالم الثالث ولاسيما في الوطن العربي والعراق على وجه الخصوص الأمر الذي أدى إلى تعالي الصيحات والانتقادات الموجهة إلى المؤسسات التعليمية واتهامها بالتقصير  في تعليم الطلبة وكيفية استخدامهم لأدمغتهم . وعلى الرغم من الجهود المبذولة من قبل المؤسسات ومع ماطرا عليها من تحولات كمية ونوعية فأن مناهجها ونشاطاتها وطرائقها التدريسية ما تزال قاصرة نسبياَ عن تنمية أساليب التفكير السليمة لدى طلبتنا إذ مازالت مناهجها وأساليب تقويمها تعتمد أساليب التلقين والحفظ للمعلومات والحقائق ويبقى المتعلم يمثل الدور السلبي في العملية التعليمية مكتفيا بتلقي ما يفرض عليه في الكتب المقررة وعليه إن يتقبل كل ما يطرح  فيها دون نقد أو بحث (عطية  2006: 55).   بعد اطلاع الباحث بشكل تفصيلي على الطرائق المستعملة في مجال التدريس في التعليم الثانوي من خلال كونه مدرس في مديرية تربية القادسية تبين له إهمال وقلة استخدام هذه المؤسسات لاستراتيجيات التدريس الحديثة الذي بدوره أدى إلى انخفاض التحصيل الدراسي لدى الطلبة ومن ثم انخفاض المستوى العلمي في المواد الدراسية عامة وفي مادة التاريخ بصورة خاصة حيث يعد انخفاض المستوى العلمي من المشاكل الرئيسية  للتعليم والتي أثرت سلبا على الطلبة والأسرة والمجتمع.  وعند ظهور مفهوم الجودة الشاملة في التعليم بدا العمل في المؤسسات التعليمية والتربوية منها التعليم الثانوي في تطبيق هذا المفهوم الذي يواكب الحداثة بشكل جدي تماما وذلك لتطوير اداء تلك المؤسسات التربوية سيما في مجال التدريس وطرائقه فضلا عن الجوانب الادارية المساهمة في تعزيز تطبيق هذا المفهوم متخذين من نجاحه في الميادين الاخرى اسلوبا وحافزا لحل المشكلات الصعبة التي اعاقت وتعيق عمل تلك المؤسسات متبنين لأهداف الجودة الشاملة التي تنص على اعداد طالب يحمل مواصفات معينة تساعده في التمكن من مسايرة الارتقاء المعرفي والمعلوماتي والتغيير المتسارع والتقدم التكنلوجي في العالم .  ان تطبيق مفهوم الجودة الشاملة له اثاره الايجابية في تطوير المنتج المعرفي ورفع المستوى العلمي للطلبة وتحسين اداء التدريسيين اذ ان تطبيقها يتطلب توجيها منظما لكوادرها البشرية جميعها ومناهجها التعليمية بكل عناصرها بضمنها طرائق التدريس وهو عنصر مهم في العملية التعليمية واحد اركانها التي هي عبارة عن عملية موجهة تستهدف التنظيم والموازنة العلمية للعوامل المختلفة التي تدخل فيها ومنها طبيعة الطالب ومواد التعليم والموقف التعليمي

    فالمعلم لا يدرس بمادته بقدر ما يبدع في اداءه وجودته التي تتضح من طريقته التدريسية واسلوبه المستعمل في اثناء تدريسه لموضوع معين في جعل التعليم تعليما ممتعا تفاعليا ومشوقا لا يحتوي على التكلف والصنعة محققا للاهداف التعليمية المرسومة له مسبقا ( الفتلي , 2016)

 في ضوء ما تقدم يمكن اجمال هذا البحث في الاتي

• تحديد الصعوبات التي تواجه التعليم الثانوي في تطبيق الجودة الشاملة سيما في مادة الاجتماعيات


• مناقشة العوامل التي تؤدي الى تطوير التعليم الثانوي


• ابراز دور مفهوم ادارة الجودة الشاملة واهميتها في تنامي التعليم وتطويره وانشاء قاعدة تربوية تهتم بالتعليم بشكل تفصيلي


• تقديم التوصيات التي يمكن ان تسهم في تذليل المعوقات التي تقف امام التعليم الثانوي في تطبيق الجودة الشاملة

واتبع الباحث في هذا البحث منهج البحث الوصفي التحليلي المكتبي وتوصل الى مجموعة استنتاجات منها :

• اعتماد المدرس في التعليم الثانوي على طرائق تدريس تقليدية هي المحاضرة والالقاء والشرح المطول والحشو والتلقين مما يؤدي الى شرود ذهن الطلبة وجعلهم سلبيين في الموقف التعليمي وهذا ما لاينسجم ومهوم الجودة الشاملة لانه ليست هناك طريقة واحدة معتمدة في التدريس بقدر ما يتم اختيارها على وفق معايير محددة ,


• كذلك اتضح للباحث جمود المناهج الدراسية للمواد الاجتماعية وعناصرها بما فيها طرائق التدريس وتدني المستوى الثقافي والوعي المنهجي بالحداثة ومنطق التجديد والمعاصرة للتقدم المعرفي الحضاري وفي ضوء ماتوصل اليه الباحث من استنتاجات اوصى ببعض التوصيات اهمها :


• نشر ثقافة مفهوم الجودة الشاملة وادواتها وتقنياتها عن طريق التدريب والتعليم والدعاية لها


• اجراء تقويم مستمر لكل مكونات العملية التعليمية والتربوية من مناهج واعضاء هيئة تدريسية والاداريين والمشرفين وكل اجواء البيئة التعليمية

ضرورة تغيير مناهج الاجتماعيات واخراجها بصورة اكثر جاذبية من خلال الاخراج والطباعة ومراعاة الصور التوضيحية والتمثيلية واللجوء الى مفهوم القصص سيما في المواد التاريخية