أثر الفلسفة ومفاهيم المنطق في الشعر العباسي

الملخص

     من خلال البحث الجاد تأكد لنا أن ما يؤثر في الطبيعة يؤثر في الحياة الإنسانية على السواء، فالتغير دائم ومتصل وهو ظاهرة طبيعية انبثقت من صراع الأضداد فيما بينها ولولاها لما تحرك شيء وتغير، لأن الاستقرار موت والحركة حياة، وخير شاهد ودليل هو احتجاج مجموعة جريئة، عاقلة على سعادة الآلهة وشقاء البشر، ولابد من تحقيق العدالة، ليسعد الجميع، وأن لا تكون العلاقة علاقة عبيد وآلهة، بلا علاقة مشاركة في المصير، رغم التطرف الديني وعبادة الآلهة ومن لا يعتقد بها يُقتل، لكن صراع الأضداد هو السبب في ذلك، وكذلك هنالك قوتان مؤثرتان في الحياة الإنسانية: هما قوة المحبة فبها يتحقق السلام والسعادة والطمأنينة والأخوة، وقوة الكراهية: مصدر كل شر وفوضى وفتن واضطراب وشقاء، ومن ثم إذا كان للباطل صولة فللحق صولات وهذا ما تحقق بعد إلغاء الآلهة المتعددة وعبادتها والإيمان بإله واحد، وآخرها الطفرة العلمية العظيمة في تأسيس علم المنطق على يد صاحب المنطق الفيلسوف أرسطو الذي وضع أصوله وقواعده وأصبح معيار العلم والمنهج الصحيح بأقيسته المنطقية لاختيار المفردات والمصطلحات بدقة عالية لاستيعاب المعاني المراد تحقيقها ولولاه لما ازهرت حركة النقد الأدبي والمسرحي في اليونان خاصة والعالم عامة، إذ هو البوصلة المرشدة لرواد العلم والنقاد لاتخاذ أساليبه وأقيسته المنطقية أدوات نقد علمي، أكاديمي، موضوعي وتقييم صحيح وتحكيم منصف بعدما كان النقد فردياً، ذاتياً، عاطفياً، بعيداً عن الموضوعية وروح العلم، وقد تأثر الشعر في الفلسفة والمنطق اليوناني وكما موضح في ثنايا البحث.