دراسة في المقالات النقدية الواردة في كتاب رسائل ومقالات (الجزء الثالث إشراقات أدبية) للسيد محمد الصدر ()

الملخص

      يعد سجل الادب العربي حافلا بشتى انواع الابداع الذي دوّن باحرف من نور اثارا ونتاجات لاسماء لمعت في سماء الوطن العربي عامة والعراق خاصة ومنها اسماء ننحني لها اجلالا وتعظيما ونعجز عن ايفاء حقها كلما اردنا تناولها بالحصر والتفصيل ومن هذه الاسماء السيد محمد الصدر (قدس سره) الذي كانت له بصمة واضحة في اكثر من مجال فكان رجلا يعدل أمة باكملها فلم يحصر نفسه كرجل دين وفقيه كما خيّل للكثير بل تراه انفتح على كل صعيد من شأنه أن ينقذ المجتمع من قيود الظلم والتسلط , فمرة تراه فقيها يؤجج شعلة الاسلام الصحيح في نفوس اتباعه ومريديه, وتراه مرة ثانية  أديبا – شاعرا وناثرا – ولم يكن الالتزام الديني والوطني والاخلاقي والاجتماعي غائبا عمّا كان يترجمه قلمه الشريف لخلجات نفسه التي تقطر ألماً لواقع مر يرى فيه ابناء بلده تذوق الموت الزؤام وهي تساق كوقود لحروب هوجاء , إذ كان السيد محمد الصدر  (قدس سره) نجما لامعا في سماء القادة الافذاذ الذي لم يحصر نفسه في ميدان الفقه أو العلم أو السياسة بل تعداه كذلك إلى ميدان الأدب الذي انتج فيه عددا من الاثار الادبية المهمة ومنها كتابه (رسائل ومقالات) فكان كاتبا بارعا في مجالات القصة والمقالة والرسالة والخاطرة وغيرها كما كان كذلك في مجال الشعر وديوانه (مجموعة اشعار الحياة) يعد شاهدا على خصب الخيال وجزالة الفكرة واللغة العالية وتنوع الاسلوب بتنوع فئات المجتمع ومستوياته .

    وقد اختص هذا البحث بدراسة المقالات الواردة بكتاب رسائل ومقالات (الجزء الثالث إشراقات أدبية) ومقسما على مبحثين الأول تناول الباحث  فيه التعريف بالمقالات وانواعها أمّا المبحث الثاني فكان للتحليل الفني والنقدي لبعض المقالات الأدبية (المقالات النقدية إنموذجا).