مكانة الشاهد الحديثي عند أوائل النحاة (أبو عمرو بن العلاء، والخليل بن أحمد أنموذجًا)

محتوى المقالة الرئيسي

د. كاسيه أبو بكر مشيران
م. حكيم زينل دواميل
د.عزويرا عبد العزيز
م. براء حسام سعيد محمود

الملخص

يعد الحديث الشريف المصدر التشريعي الثاني بعد القرآن الكريم عند المسلمين، ورغم ما لهذا المصدر من أهمية عند المسلمين نجد النحاة الأوائل قد أعرضوا عن الاستشهاد به، إلى جانب سكوتهم عن سبب إعراضهم عن الاستشهاد به، حتى جاء أبو حيان الأندلسي (ت 745هـ) وعلل ذلك بعجمة رواة الحديث ونقله بالمعنى، ولم يسلم له كثير من النحاة بهذا القول، فاحتجنا إلى بحث عميق في مناهج النحاة الأوائل في استشهادهم بالحديث الشريف، ومعرفة مدى معرفتهم بالحديث الشريف بعد أن وجدنا أنهم قد استشهدوا ببعض الأحاديث الشريفة.


من خلال تحليل شواهد الأحاديث التي استشهدوا بها من حيث صحة الحديث، ومن حيث عروبة الرواة، وقصر السند، وتدوين الحديث، وكثرة طرقه وجدنا أن أبا عمرو بن العلاء (ت 154هـ) ، والخليل بن أحمد (ت 170 هـ) لم يكن لهما اطلاع واسع في علم الحديث، وكيف يكون لهما ذلك والصحاح لم تدون بعد؟ ولم تشتهر؟ فنجدهما تارة يحتجان بحديث طرقه كثيرة إلى الرسول 6 فلا يشك في نسبته إلى النبي، وتارة نجدهما يستشهدان بما يصفانه بالحديث وهو ليس بحديث ولا حتى في الأحاديث الموضوعة أو الضعيفة.


إنّ ما ذهب إليه بعض النحاة من الطعن في شواهد الحديث الشريف من حيث عجمة الرواة ورواية الحديث بالمعنى نجده موجودًا في رواية الشعر كذلك، فغالب رواة الشعر من العجم، وسيبويه (ت 180هـ) نفسه ليس بعربي، ولم نجد من منهج الخليل وأبي عمرو بن العلاء مسألة العجمة في الرواة، وإنما أثارها أبو حيان الأندلسي.       


ولو قارنا بين تشدد رواة الحديث وتشدد رواة اللغة لوجدنا أن رواة الحديث أشد في ذلك؛ لأن منهجهم في الأصل الإتيان بالحديث على حروفه، وقلة منهم من أجاز الرواية بالمعنى، كما كان من يروي بالمعنى عربيًا فصيحًا، ولم يجوزوا رواية الحديث بالمعنى لمن لم يكن بصيرًا بالعربية، كما نرى أن الحديث الشريف دون قبل الشعر، واهتم علماء الحديث بصدق الرواة وعدلهم وضبطهم، وهذا ما لا نجده في رواة اللغة، كما كان كثير من رواة الحديث مشهودًا لهم بالفصاحة.


بما قدمنا من أدلة على أن النحاة الأوائل أعرضوا عن الاستشهاد بالحديث الشريف ورعًا وخوفًا من أن يدخلوا فيمن يكذب على رسول الله 6 لا طعنًا في صحة الاستشهاد بالحديث الشريف كما ذهب أبو حيان نجد أن النحاة المتأخرين قد أهملوا مصدرًا غنيًا من مصادر اللغة الموثوقة التي يجب علينا تمحيصها والنظر فيها من حيث كثرة الطرق وعروبة الرواة وتدوين لفظ الحديث في الصدر الأول كما عملنا في الأحاديث التي استشهد بها أبو عمرو بن العلاء والخليل ابن أحمد في هذا البحث.

تفاصيل المقالة

كيفية الاقتباس
مكانة الشاهد الحديثي عند أوائل النحاة (أبو عمرو بن العلاء، والخليل بن أحمد أنموذجًا). (2022). مجلة كلية التربية الاساسية, 23(99), 659-694. https://doi.org/10.35950/cbej.v23i99.6529
القسم
مقالات العلوم الانسانية

كيفية الاقتباس

مكانة الشاهد الحديثي عند أوائل النحاة (أبو عمرو بن العلاء، والخليل بن أحمد أنموذجًا). (2022). مجلة كلية التربية الاساسية, 23(99), 659-694. https://doi.org/10.35950/cbej.v23i99.6529