عرائس شعر الغزل الأندلسي في القرنين الخامس والسادس الهجريين

الملخص

هناك ثمة حقيقة لا سبيل إلى إنكارها وهي أنَّ صورة المرأة ظلت تجد طريقها إلى عطاء الشاعر فتحتل مساحتها الخاصة من نماذجه عبر عصور العطاء الشعري، لكونه المنفذ شبه الوحيد لاستجلاء بيعة أرتياد الشعر لعالم المرأة التي بدت حافزاً ألهامياً والذي لا يشكل مادة تجربة شعرية إلا حين يتحول إلهاماً يرمض النفس فيستدر القول ، وجعل المرأة طرفاً يحقق حضوره الموضوعي من خلال تجربة يومية يخوضها الشاعر ، وهنا دخلت المرأة أماً وزوجة وبنتاً وحبيبة إلى عالم الشعر شأنها شأن أي عنصر إنساني مشارك في صنع الحدث أو مؤثرة في مجراه التطبيقي ، فثمة غزل يعيش التجربة الإنسانية الحقيقية، وثمة مقاطع شعرية غزلية لم تتجاوز صورة المرأة فيها إطار العنصر الإنساني المشارك في صنع الحدث الشاخص في التجربة الشعرية، وانطلاقاً من هنا، قد اخترت موضوع بحثي الموسوم بـ((عرائس شعر الغزل الأندلسي في القرنين الخامس والسادس الهجريين)) ، موضحة دور المرأة وقد تبوأت صورتها ووضعها في النموذج الشعري في غزل شعراء الأندلس في تلك المدة، مجسدة قدرتها على تمثيل معاناة الشاعر الأندلسي من انفراط كل العلاقات الإنسانية والعاطفية التي أحس أنها سريعة التكوين من ناحية أو صعبة المنال من ناحية أخرى ، وصورة الحبيبة الراحلة وتسجيل لحظة وداعها مصوراً زخم الأنفعال النفسي ، ويتم ذلك بالرجوع إلى دواوين شعراء الغزل الأندلسي ، أمثال ابن زيدون ، والمعتمد بن عباد ، وابن اللبانة، وابن الحداد ، وابن عمار ، وابن دراج القسطلي ، وابن حمديس ، وما تمخض عن نتائج سنوردها في خاتمة البحث .