التصميم الداخلي للبيوت التراثية البغدادية وعلاقته بالبيئة المحيطة

الملخص

إن ما يكسب العراق وتراثه أهمية متزايدة، كونه واحداً من أقدم المراكز الحضارية في تاريخ الإنسان، فقد شهدت أرضه أقدم التجارب والمحاولات الإنسانية في شتى صنوف المعارف والعلوم والأفكار والآداب، وحقق العراقيون منجزات رائعة في حقل البناء والعمارة والفنون والصناعة، وكان البناء وجهاً متميزاً في مجموع النشاطات العراقية على مر العصور وعلى الرغم من تعدد أشكال الأبنية واختلاف وظائفها لكن البيت برز من بينها من ناحية القِدم والكثرة، كما إن أُسس تخطيطه وعمارته ومواد بنائه كانت الأساس الذي أُعتمد في تشييد الأشكال الأخرى من المباني العامة كالمعابد والأبراج التي فرضتها الطقوس الدينية. وإن واحدة من أبرز الخصائص الشكلية والجوهرية في البيوت العراقية سواء كانت القديمة منها أم التراثية على وجه التحديد تتمثل في القدرة العالية للمعمار العراقي على استيعاب خصائص الأرض والبيئة المحيطة متمثلة بالمناخ والحياة الاجتماعية معاً بالإضافة إلى المتطلبات الوظيفية للبيت وتحقيق التآلف بينه وبين مواد البناء المتوفرة، وصولاً إلى بيوت ذات شكل ومضمون يحقق الاستخدام الأفضل للإنسان سواء كان ذلك في إطار استخدام العائلة الواحدة للبيت أو الاستخدام الجمعي للوحدات السكنية في المدن، ولقد اهتمت الدراسة الحالية في كشف العلاقة ما بين التصميم الداخلي للبيوت التراثية البغدادية والبيئة المحيطة بها من الناحية الأدائية والجمالية كوسيلة من أجل الوصول إلى تصاميم داخلية معاصرة لها أصالتها وفكرها ومحتواها الثقافي.