المفردة القرآنية بين الحقيقة والمجاز

الملخص

ن النص القرآني أعلى نص في الفصاحة ، وقد تحدى الفصحاء على أن يأتوا بمثله ولو كان
بعضهم لبعض ظهيرا . وقد كثرت المعاني المجازية في النص القرآني حتى قيل إن المجاز إذا كثر
صار الكلام حقيقة ولهذا عد عدد من العلماء منهم ابن الأثير القران كله حقيقة لا مجاز فيه .
وهذا البحث إنما يستهدف المعاني المجازية والحقيقية في عدد من المفردات القرآنية مثل
(السماء)
، و (
الرحمة)
فالسماء معناها الحقيقي : كل ما علاك وهو الفضاء ، وسقف البيت ، ومعناه
المجازي : المطر والرحمة معناها الحقيقي : العطف والرقة ، أما معناها المجازي فهو الجنة .
المقدمة :
القرآن الكريم كتاب الله العزيز ودستور الإسلام وشريعته السمحة . اهتم العلماء بدراسته من
نحاة ولغويين ومفسرين وبلاغيين وغيرهم، فدرسوا قراءاته وتفسيره والمحكم والمتشابه والناسخ
والمنسوخ كما درسوا المفردة القرآنية من حيث صياغتها وتعدد دلالاتها واصلها ، والحقيقة والمجاز ،
وتنبهوا على القصدية والدقة في التعبير القراني وتخصيص بعض المفردات والتعبيرات بمعنى معين ،
فوقفوا على الإعجاز اللغوي فيه كما وقفوا على الإعجاز البلاغي والعلمي . وسنحاول في هذا البحث
الوقوف على الحقيقة والمجاز في عدد من المفردات فقد تأتي المفردة القرآنية مرادا بها المعني
المجازي لا الحقيقي ، وقد تأتي بالمعنيين الحقيقي والمجازي مثل مفردة (
الناس )
، فالمعنى الحقيق
للناس القوم أو الأمة أو الجيل ، أما معناها المجازي فهو النبي إبراهيم عليه السلام أو نبينا محمد صلى
الله عليه وسلم .
ومنهجنا في الدراسة هو أن نأتي بالمفردة القرآنية فنضبطها ضبطا صرفيا ومن ثم نأتي بالآية
التي وردت فيها هذه المفردة ونورد أقوال المفسرين وأقوال أهل البيان واللغويين
أرجو الله تعالى أن يجعلنا ممن خدم كتابه الكريم ويجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم انه نعم7
المولى ونعم النصير . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين