ثنائية (الاسترجاع والاستباق) في البناء السردي لدى الطيب صالح -روايتا موسم الهجرة إلى الشمال ، و عرس الزين أنموذجا -

الملخص

[١٢:٤٧ م، ٢٠٢٢/١٢/١٢] الشايب: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف خلقه النبي الأمين وعلى آله الطيبين
الطاهرين وأصحابه الغر الميامين وبعد:
البشتي
فهذا القسم الثاني من كتاب شرح مشكلات شعر أبي (تمام)
لأبي حامد أحمد بن
الخارزنجي المتوفى سنة 348 للهجرة ().
وقد يسر الله سبحانه وتعالى لي نشر القسم الأول منه )
. وقد رغب إلى كثير من الأخوة
الباحثين والأساتذة الأفاضل أن أكمل جمع القسم الثاني منه وتحقيقه وقد لبيت هذه الرغبة خدمة لتراثنا
العربي المجيد ونشر الصنائع منه، فأرجو أن يكون هذا الجهد المتواضع ذا نفع لطلبة العلم والدارسين
والباحثين.
والحمد لله الذي هدانا لهذا ، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله وما توفيقي إلا بالله عليه
توكلت وإليه أنيب.
قال أبو تمام يفخر بقومه
1- أأ طلال بيت العامري بمنبج
غناؤك محظور على الدنف الشجي (1)
بها نأجان الريح من كل منأج
-5 أربت بها الأنواء بعدك وارتمى
(اربت)
: أقامت (النأجان): هبوب الرياح، و(المناج): موضع النأجان.
يقول: ما دامت الامطار والرياح بهذه العرصات حتى عفتها وطمست معالمها .(2)
مجلة كلية التربية الأساسية ، المجلد 19 ، العدد الحادي والثمانون
85
CIT
Samsung Quad Camera
الشايب
[١٢:٥٦ م، ٢٠٢٢/١٢/١٢] الشايب: ثنائية (الاسترجاع والاستباق) في البناء
السردي لدى الطيب صالح
-روايتا موسم الهجرة إلى الشمال ، و عرس الزين أنموذجا -
أ.م.د. باقر جواد محمد رضا الزجاجي
جامعة أهل البيت (ع) / كلية الآداب
يُعد الزمن لازمة أساس لانتظام العملية السردية ، ومن هنا فقد عني الباحثون الجدد بقضية
الزمن ضمن الرواية الحديثة بشكل خاص ، مركزين على حركة الشخصية في بناء الحدث وحركته ،
مجسدًا بظاهرة التذبذب الزمني الحاصل في تسلسل عرض الأحداث ، وما يترتب على ذلك من مفارقة
زمنية بين الماضي والحاضر والمستقبل ، متمثلا بتقنية الاسترجاع والاستباق)
، وهو ما عرف
أسلوب الروائي الطيب صالح في روايتيه (موسم الهجرة إلى الشمال ، وعرس (المزين باعتبار ذلك
(صفة (ملازمة له في استخدام هذه الثنائية في زمن عرض الأحداث، من حيث الترتيب على مساحة
النص، وعلى مستوى البناء الجزئي في الوحدات النصية ، وما لذلك من تأثير في وظائف حكائية
معينة عبر التقنيتين المذكورتين ، فضلا عن تحديد طبيعة العلاقة بين زمن حصول الحكاية وزمـــن
الخطاب (سردها)
، مع بيان دور لغة الروائي المنتقاة بعناية فائقة في تشكيل النسيج السردي المتنوع ،
المعبر بواقعية شفافة عن ملامح رسم الشخصيات وبواعث مواقفها النفسية والاجتماعية ، وبما يكشف
عن معالم البيئة عموما عبر لوحة فنية متوازنة الأبعاد لواقع القرية السودانية .