مباحث علوم القرآن في مفردات ألفاظ القرآن (للراغب الأصفهاني)

الملخص

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين المبعوث رحمةً للعالمين وعلى آله الطاهرين وصحبه الغر الميامين.وبعد:
فإن أشرف العلوم وأنبلها علوم القرآن الكريم, وما ينطوي تحتها من مباحث كثيرة, لاسيما أسباب نزوله, وترتيبه, وجمعه,وكتابته, وقراءاته, وتفسيره, وإعجازه, وناسخه ومنسوخة, ومكيّه, ومدنيه, ومحكمه ومتشابهه,ونحو ذلك من علوم العربية, وما تمثله من أدوات يستعين بها المفسر في إيضاح,وتبيين المعنى القرآني تجسيداً لقوله تعالى: ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)( ).
وتُعد علوم القرآن عُدّة المدافع عن كتاب الله الذائد عن حماه, فهي وسائل تكشف عن توثيق النص القرآني من حيث قوة معانيه, وروعة نظمه,وسمو أهدافه,وقيمه,وبعبارة أخرى تكشف عن إعجازه وعظمته( ) فظهرت دراسات قرآنية تنوعت,واختلفت على مرّ العصور الإسلامية تناولت النص القرآني في جوانبه التشريعية, والعقائدية, والإعجازية ، واللغوية, فكانت (علماً جعلت للشرع قواماً، واستعملت سائر المعارف خُداماً,منه تأخذ مبادئها,وبه تفسر نواحيها)( ).