سياسة اليابان تجاه روسيا وسبيريا 1925-1912

الملخص

شهدت اليابان تحولا كبيراً في علاقاتها بالعالم الخارجي منذ مجيء العميد البحري
الامريكي ماثيو بيري عام 1853 فقد كانت هناك سلسلة من التغيرات العاصفة التي بمجموعها
انتجت انقلابا تاما بالمبادئ الاساسية التي استندت اليها اليابان في سياستها الخارجية؛ وايا كانت
اليات صياغة السياسة الخارجية اليابانيةك فإن العوامل الرئيسية التي تحدو مثل تلك السياسة همي
الواقع الدولي وطريقة الفهم الوطنية لذلك الواقع.

كانت اليابان قبل عام 1853 في حالة عزلة سياسية واستراتيجية كاملة؛ لكنها وجدت
نفسها مهددة سياسيا واقتصادياً من قبل مما اضطرها إلى تامين نفسها عسكريا واقتصاديا ضد
الغرب فألغت ما يعرف بالمعاهدات غير المتكافئةش وقررت انهاء عزلتها والانفتاح على الغرب
فاصبحت على قدم المساواة معه بعد مدة وجيزة.

وفي تلك الاثناء بدأ اليابانيون ينظرون إلى مصالحهم الستراتيجية بمنظور اشمل من
منظور العزلة؛ وبدأوا في اتباع سياسة الامن القومي عن طريق التوسع الاستعماري مسنفيدين
من تجارب الغرب في ذلك المجال وقد نجحت اليابان في ذلك الجانب فاصبحت قبل الصرب
العالمية الاولى امبراطورية واسعة وكانت بالتاكيد القوة الاعظم في ذلك الربع من العالم.

ومن اجل الحفاظ على تلك المنجزات اخذت اليابان تطور من اقتصادها وبخاصة في
المجال الصناعي إذ ان جزءا ضروريا من سياستها الرامية لتحقيق الامن كان يتمثل في
شعارها (اغناء البلد وتقوية الجيش)؛ فالتصنيع اجبر اليابان على الخروج من عزلتها إذ جعلها
تعتمد على المواد الخام الاجنبية وعلى اسواق التصدير الخارجية لذا اخذت بالتوسع على
حساب دول جوارها الجغرافي.