الاغتراب في الرواية العراقية المعاصرة دراسة نقدية في رواية غسق الكراكي انموذجاً
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
يولد الانسان وينمو في معترك التيه اللامنتهي ، فهو حتماً لم يصنع قدره ، ولم يحاول ان يرسم صورة الغد الآتي إلا عبر تخطيطات مموهة متناقضة تحسبا من هزيمة من نوع ما.
فنراه يتمسك بالتناقض خوفا من المجهول وبحثا عن نجاة ، فتتهشم السنوات ، وتموت الاماني ، ويتلاشى الطموح ، في ضبابية القدر وجبروته ، وهو يقف هناك دون ملل يصارع الحياة بانتظار الفرج الاتي ، من الغيب المقدس ، فيدرك وجوده المقترن بالايمان بالرب الرحيم وحده...
وقد لا يدركه ابدا ، فيفاجاه الموت والقدر ، حينئذ نرسم نحن صورته ، ولكن دون ادراك لها ابدا، لان الحقيقة تسكن في جوفه وحده ، وهو الوحيد الذي يمتلكها ويستطيع ان يخرج مكنونها الى الملأ او النور ، ولا يمكن لنا نحن الغرباء ان نغوص بحثا عنها ولكننا نحاول والمحاولة تجربة انسانية اخرى ، لها مقومات وابعاد واسباب خاصة ، بحاجة الى من يحاول ان يرسمها من جديد ، وهكذا هي الحياة دوامة لا تنتهي ابدا.
فضلا عن ذلك يمكن لنا ، ان نعد تلك الدراسة النقدية او الادبية في جنس فني شائع له متلقون كثر محاولة ... ومحاولتنا في الولوج الى اعماق قصية في شخصية كمال – بطل رواية غسق الكراكي – هي ايضا تجربة بحاجة الى قراءة متأنية ، فهو شخصية مركبة ، كان الاغتراب سمة من بين سمات كثيرة لها ، ولكنه المحرك لكل الاخريات من سماته .. لانه الحقيقة او الجوهر او الباطن او السر الذي يشعل الحياة ويحركها في الوقت ذاته ، ولكن باتجاه محدود ومعلوم وبوعي تام.
تفاصيل المقالة
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-ShareAlike 4.0 International License.