اثر حزب (تودة) في الحياة السياسية الإيرانية 1920-1945

الملخص

        يعد حزب ( تودة) واحداً من ابرز الأحزاب السياسية العلمانية التي ظهرت في النصف الأول من القرن العشرين في إيران، وكان له أثره الواضح في معارضة النظام البهلوي خلال عهدي رضا شاه (1925- 1941) وابنه محمد ( 1941- 1979) من حيث الحجم والتأثير، ولاسيما بعد سقوط العاهل البهلوي الأول وتغير الفضاء السياسي وتراجع الجو الدكتاتوري، وانفساخ المجال نسبياً للقوى السياسية بالعمل في ظل المتغيرات الجديدة التي أعقبت دخول الحلفاء إلى إيران، واحتلالها لأراضيها عام 1941.

        أسهم اتصال ايران بالغرب طيلة العهد القاجاري(1796 -1925) إلى بروز تيارات فكرية جديدة على الساحة الإيرانية نقلت الفكر السياسي الإيراني الى مجالات فكرية أبعد مما كانت عليه في العهود التي سبقته، وكان من بين هذه التيارات هو " التيار اليساري" الذي مثله حزب ( توده) الذي كانت له إيديولوجيته ومرتكزاته الفكرية، رغم انه ظل تابعاً للاتحاد السوفيتي، وألقت هذه التبعية عليه ظلالاً ظل يعاني منها، وأصبحت ملازمة له طوال عمله السياسي.

        تستهدف هذه الدراسة تتبع اثر حزب ( تودة) في الحياة السياسية الإيرانية، والمؤتمرات التي عقدها، وموقف رضا شاه وابنه من نشاطه وتحركات قياداته وعناصره وكوادره وصحافته وما الى ذلك من جوانب ارتبطت بتاريخه السياسي .

        تحدد نطاق البحث بالمدة من 1920 حتى 1945، إذ يمثل التاريخ الأول عند حزب ( تودة) لمؤتمره التأسيسي الأول الذي حدد فيه برنامجه التأسيسي وهيئاته العامة والإعلان الرسمي عن تشكيله، في حين يمثل التاريخ الثاني نهاية الحرب العالمية الثانية، وتطور نشاط الحزب بسبب وجود القوات السفويتية على الأراضي الإيرانية، ودعم هذه القوات لنشاط حزب تودة واستفادة الأخير منها في كسب عناصر كثيرة من الايرانية الى صفوفه، وعملهم في تنظيماته.