موقف الإسلام من الرقة

الملخص

أن البنية الطبيعية للمجتمع الإسلامي تختلف عن غيرهُ من المجتمعات الأخرى من حيث القيم والمفاهيم التي يقوم عليها هذا المجتمع، إذ استطاع الإسلام بفضل ما يحتويه من نظم وتشريعات أن ينظم المجتمع وقطاعاته، فقد حدد العلاقة بين الفرد وربهُ وبين الفرد وأسرته لأنه بمثابة اللبنة الأساسية في بناء المجتمع، وكما هو معلوم فأن المجتمع العربي الإسلامي كان يتألف من الفئات التالية العرب والموالي وأهل الذمة والرقيق ([i]).

ولقد أسهبت المصادر والمراجع العربية الإسلامية وغير العربية الحديث عن هذه الطبقات، ولكننا سنركز الحديث عن طبقة الرقيق التي تحتل قاع المجتمع الإسلامي، وذلك لغرض تسليط الضوء على هذه الفئة التي لعبت بفضل الإسلام وتعاليمه السمحاء، دوراً هاماً في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والعقلية في المجتمع الإسلامي، وذلك لأن بعض الاماء أصبحن امهات للخلفاء، كما احتل الكثير من الرقيق قمة البناء الطبقي في المجتمع ونقصد هنا دولة سلاطين المماليك التي قامت في اعقاب الدولة الايوبية، وحكمت كل من مصر والشام والعراق والحجاز لمدة ثلاثة قرون من 648هـ إلى 923هـ.

ولقد أقتضت دراسة هذا الموضوع ان ينقسم البحث على ستة مباحث تلتها خاتمة، وقائمة مصادر ومراجع وملاحق وتضمنت ثلاثة خرائط تبين تجارة العبيد الصقالبة، وتجارة العبيد الاتراك، وخارطة تجارة العبيد الزنوج.

([i]) فوزي , فاروق عمر واخرون, النظم الاسلامية , منشورا دار الحكمة , مطبعة جامعة بغداد,( بغداد , 1987م) , ص229.