دلالة الموضوع في النحت العراقي المعاصر ( البدايات )

الملخص

بدءاً يمكن القول ان معظم النتاجات الفنية الانسانية منذ القدم وفي جميع موضوعاتها كانت لها دلالاتها وعلى مختلف مراحلها الزمنية ، وعند الخوض في غمار هذه النتاجات فأننا حتما سنجد الكثير من هذه الموضوعات الفنية التي نجد في مدلولاتها تعبيرا حقيقيا عن واقع الحياة الاجتماعية، والسياسية، والفكرية، والفلسفية لفترة زمنية محددة، وممثلة لمجتمع معين ، ان هذه العملية لا يمكن لها ان تحقق النجاح ما لم يكن هنالك أفراد فنانين من ذلك المجتمع يقع على عاتقهم صياغة وبلورة الموضوعات الفنية وبلورتها، لتعبر عن الواقع الاجتماعي وتترجمه بصيغة أعمال موضحة حال المجتمع لحقبة ما . 

ونحن من خلال بحثنا هذا سوف نسلط الضوء من خلال الدراسة والتحليل على اعمال نخبة من النحاتين ، تم اختيارهم على وفق تمثيلهم المرحلة الفنية لذلك الواقع الاجتماعي ، بل ويمكن ان نعتبرهم جزء لا يتجزأ من ذلك الواقع . والمرحلة التي نحن بصددها هنا يمكن عدها مرحلة البدايات للنحت العراقي المعاصر ، التي تضمنت المعاني والدلالات لموضوعات كثيرة عبرت عن واقع المرحلة بروح ورؤية عصرية.

إن البحث في دلالة الموضوع في النحت العراقي المعاصر ، هو محاولة للكشف عن موضوعات نحتية منجزة في مرحلة محددة لنحاتين عراقيين لهم الريادة في تاسيس حركة فن النحت العراقي المعاصر الا وهم النحات جواد سليم وبعد سفره خارج العراق وعودته من دراسته في اوربا في فترة الثلاثينات والاربعينات للقرن المنصرم والنحات خالد الرحال والنحات محمد غني حكمت ، لقد قدر لهؤلاء النحاتين ان يكون لهم الدور الاكبر في وضع الحجر الأساس لبداية النحت العراقي المعاصر ، يمكن ان نعد اعمالهم النحتية بمسمياتها وموضوعاتها انموذجاً لبيان دلالاتها والكشف عنها من حيث الشكل والتعبير بشكل عام .