الأنثروبولوجيا المرئية دراسة في التناول السينماتوغرافي للجماعات البشرية

محتوى المقالة الرئيسي

د. محمد هادي الحيالي
د. ماجد عبود الربيعي

الملخص

شكّلت الحاجة لأكتناه الأشياء والموضوعات والتفاصيل القصية أو البعيدة عن دائرة الضوء مفصلاً بارزاً في النظرية الأبستمولوجية المحدثة وبالخصوص ذات الاهتمامات الإنسانية العميقة سواء أكانت احتياجاً علمياً أم لأغراض نفعيةٍ أخرى موضوعيةٍ كانت أو ذاتية، ومن هذه الاحتياجات العلمية التي درست وسبرت أغوارها الأنثروبولوجيا بوصفها علماً يُعنى بالسلالات البشريةِ أو الجماعات الإنسانية ، لاسيّما تلك التي توصف أنها بدائية، أو غير متحضرة ، أو غير كتابية، أو لا مدنية مقارنةً بتلك المجتمعات الكتابية والمتحضرة التي عادةً ما يطلق عليها بالمدنيات، ولم يقتصر الأمر عند التقصي والتشبث والتدوين الشفاهي، أو الأتكاء على الجانب النظري المجرد بل تعدى الأمر ذلك المستوى ليدخل في نطاق ما بات يُعرف بالأنثروبولوجيا المرئية، أي إدخال الأدوات وتوظيف المستلزمات والمتطلبات المرئية أو البصرية بوصفها فناً يدعم العلم في تقديم ذلك الاتجاه المعرفي للمتلقين سواء أكانوا نخبويين أم أناس عاديين يجمعهم هاجس الحاجة للمعرفة والاطلاع والتنوير وهو ما سيقوم به البحث الحالي الموسوم (الأنثروبولوجيا المرئية: دراسة في التناول السينماتوغرافي للجماعات البشرية، فلم (أبناء النهر أنموذجاً) ) بتقصي أهم مرتكزاته ومبانيه عبر فصوله الأربع التي جاء أولها تحت مسمى الإطار المنهجي، وتضمن مشكلة البحث التي تمت صياغتها على وفق السؤال الآتي: كيف تناول الخطاب السينماتوغرافي الجماعات البشرية في ثنايا بِنْيَتِهِ التركيبية وما إشكاليات ذلك التناول؟


فضلاً عن ذلك فقد تضمن هذا الفصل أهمية البحث، وأهدافه، وحدوده، وتحديد أهم المصطلحات التي وردت في عنوانه ومن ثم تعريفها.


أما الفصل الثاني الموسوم بـ(الإطار النظري والدراسات السابقة) فتضمن مبحثين رئيسين، الأول تحت عنوان (مدخل لفهم مصطلح الأنثروبولوجيا وتفرعاتها المعرفية والثقافية)، والمبحث الثاني عنوانه (آليات تنميط عناصر لغة السينما في تناول الجماعات البشرية) والمؤشرات الخاصة بالإطار النظري التي تم التوصل إليها، فضلاً عن الإشارة التي الدراسات السابقة التي اقترب منها البحث الحالي.


أما الفصل الثالث الموسوم بـ(إجراءات البحث) فتضمن منهج البحث، مجتمع البحث، عينة البحث، التي تم اختيارها بشكلٍ قصدي وتحددت بفلم (أبناء النهر) ، أداة البحث وصدق الأداة .


أما الفصل الرابع فتضمن تحليل عينة البحث ومناقشتها على وفق مؤشرات الإطار النظري، إذ استخلصت جملة من النتائج النهائية المشتقة من تحليل العينة، والتوصيات التي تعد ضرورية للبحث ومخرجاته، ومن ثم المقترحات التي يمكن ترجمتها في المستقبل إلى بحوث أو دراسات أكاديمية منهجية.


أخيراً احتوى البحث على قائمة نهائية للمصادر والمراجع العلمية التي اعتمد عليها البحث خلال عملية الإنجاز ، وملاحقه، مثل استبانة الخبراء والمحكمين .


وفي الختام نورد بعض النتائج التي توصل إليها البحث الحالي وكانت على وفق الآتي:



  • لوحظ من خلال تحليل العينة الفيلمية المختارة أن لآلة التصوير (الكاميرا) وعبر أحجام اللقطات وزوايا التصوير وحركة الكاميرا دور كبير في نقل المرئيات والتفاصيل الخاصة بحياة الجماعات البشرية (طائفة الصابئة المندائيين) بطريقة تتمايز عن النقل الشفافي أو المطبوع القرائي مما يجعل من الأنثروبولوجيا المرئية وسيطاً مميزاً في التعبير .

  • تبين أن للقاءات الشخصية المصورة حضوراً مهماً في بنية الفيلم الوثائقي الأنثروبولوجي/ الأثنوغرافي للكشف عن جزئيات غير ظاهرة عيانياً لا على مستوى الواقع العياني ولا على مستوى التشخيص المرئي سينمائياً.

  • الفيلم الوثائقي الأثنوغرافي المقدم عبر الأنثروبوجيا المرئية يمثل منظومة بصرية متكاملة من العناصر والموجودات التركيبية لنقل لحياة الواقعية للجماعات البشرية (الصابئة) مصحوبة بحالة من المشاهدة الطقسية .

  • تبين من خلال العينة الفيلمية المنتخبة الحاجة الماسة لشخصية الأنثروبولوجست كعامل مساعد لصانع الفيلم لتسليط الضوء على بعض التفاصيل الخاصة بتلك الجماعة البشرية المستهدفة.

  • لوحظ أن الأنثروبولوجيا المرئية قدمت تلك الجماعة البشرية (طائفة الصابئة المندائيين) بشكل أكثر وضوحاً وجمالية وصدقية عبر مفرداتها البنائية المكونة من عناصر اللغة السينمائية المتناسبة مع المفاهيم المتداولة في علمي الأنثروبولوجيا والأثنوغرافيا.

تفاصيل المقالة

كيفية الاقتباس
الأنثروبولوجيا المرئية دراسة في التناول السينماتوغرافي للجماعات البشرية. (2022). مجلة كلية التربية الاساسية, 22(95), 379-411. https://doi.org/10.35950/cbej.v22i95.8038
القسم
مقالات العلوم الصرفة

كيفية الاقتباس

الأنثروبولوجيا المرئية دراسة في التناول السينماتوغرافي للجماعات البشرية. (2022). مجلة كلية التربية الاساسية, 22(95), 379-411. https://doi.org/10.35950/cbej.v22i95.8038