علم التحكم الالكتروني (السبرانطيقا) واثره على فن الأداء في عصر بعد ... ما بعد الحداثة

الملخص

اصبحت البنى الاتصالية هي مركز السلطة المتحكم والمحرك للواقع الجديد والمجتمعات العالمية الحديثة. مما يستوجب إيجاد وسائط واليات تحقق التواصل الكوني عن طريق النظم الرقمية ووسائل الاعلام والاعلان تسهم بإلغاء الفجوة التي سببتها ستراتيجيات العصر السابق. هذا البنى الرقمية تشترط الانفتاح على الاخر والتواصل لإحداث انزياح على أفكار ما بعد الحداثة التي كانت مؤثرة على الادب والفن. ومن تلك التحولات والتداخلات المتعددة في مجالات كثيرة، استمد مصطلح السبرانية فاعلية إضافية باندماجه مع العلوم الإنسانية، ومنها الفنون. ليأخذ معاني أوسع وملامح جمالية مغايرة. مستمدة انظمتها من التداخل العلائقي بين العلم والفن، لإحداث مقاربات غير مألوفة تأخذ معطياتها من الاكتشافات التقنية الحديثة في العصر الرقمي الجديد. مما ادى الى إيجاد انساق تحتكم معاييرها وقيمها واشكالها تبعا للمدارس الفنية التي وظفتها، والتكنولوجيا التي تتلاءم مع انساقها المتبدلة. محدثة تحولات تدريجية في معنى الفن على المستوى المعجمي والمعرفي. هذا الانفتاح اللامحدود فتح المجال امام الباحثين عن الابداع في تجريب تلك الوسائط التي تعد من الخطوات الأولى للتوجه نحو السبرانية في عصر الالفية الثالثة.

ولأهمية ذلك وتأثيراته على فنون الاداء فقد جاء هذا البحث (علم التحكم الالكتروني (السبراطيقا) واثره على فن الأداء في عصر بعد.. ما بعد الحداثة) الذي يسلط الضوء على التغيرات التي احدثتها السبرانطيقا على فن الأداء، والذي اشتمل على أربعة فصول. اهتم الفصل الأول بالإطار المنهجي للبحث والمتمثل بعرض مشكلة البحث، واهميته وهدفي البحث، ومن ثم تحديد المصطلحات. وتضمن الفصل الثاني الإطار النظري والذي يحوي ثلاثة مباحث. يبحث الاول في عصر بعد - ما بعد الحدثة، ويهتم الثاني بتكنولوجيا علم التحكم الالي (السيبرانطيقا)، فيما يبحث الثالث في العلاقة بين علم النظم السبرانية والأداء ما بعد الإنساني. واختص الفصل الثالث بتحليل ثلاث عينات، للتوصل الى نتائج البحث في الفصل الرابع.