حركة التحديث بالادارة، البلديات، الحياة الاقتصادية في المملكة العربية السعودية (1926-1953)

الملخص

        تعد عملية ادخال اصلاحات ومظاهر التطور الحضاري من المهام الصعبة التي رافقت نشوء الدولة السعودية وتطورها، ولعل اول عمل مهمئء قام به ابن سعود هو في اقرار الامن داخل البلاد، فاصبحت قوافل الحج المتجهة الى الاماكن المقدسة في الحجاز والخارجة منها، تسير في طرق مؤمنة بحماية رجال الامن، بعد ان كان الحجاج في السابق معرضين الى النهب والسلب في اثناء سفرهم، فعلى اثر دخول الحجاز وعسير وحائل، فضلا عن الاحساء المطلة على الخليج العربي، في مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها، وتحقيق وحدة الارض في الجزيرة العربية، فكان لابد من ادخال مظاهر الحياة الحديثة الى الدولة الجديدة، والتميز بسمات التحول نحو الافضل، لعل اهمها العصرية والانفتاح على العالم الخارجي، والانتقال من الحياة القبلية التي كانت سائدة في تلك الربوع الى حياة حضرية مستقرة، ولابد لهذا التحديث ان يتقدم بخطوات ثابتة راسخة، لانه من اصعب الامور القفز باوضاع الشعب من حالة مشابهة لظروف العصور الوسطى الى حالة متقدمة في ميادين شتى، اذ يحتاج ذلك الى تغيير عقلية الناس وافكارهم، مع الانفتاح على العالم الخارجي، وفتح جسور اتصال تجارية وعلمية وسياسية معه، والموائمة الواعية والمحسوبة بين التشبث بالاصول التاريخية من جهة، والاخذ باسباب التقدم ومظاهرها من جهة اخرى^([i]).

[i]- جيران شامية، آل سعود ماضيهم وحاضرهم، رياض الريس ومشاركوه المحدودة، لندن، 1986، ص168-169.