أنماط التفكير في الرياضيات وعلاقتها بالتحصيل الدراسي لدى طالبات الصف الثالث المتوسط

    هدف البحث إلى التعرف على امتلاك طالبات الصف الثالث المتوسط لأنماط التفكير في الرياضيات وعلاقتها بالتحصيل الدراسي ، ولتحقيق هدف البحث ، واختبار فرضياته، استخدمت الباحثة منهج البحث الوصفي ، وأعدت اختباراً لقياس أنماط التفكير في الرياضيات تألف من (20) فقرة موزعة على أربعة أنماط للتفكير هي التفكير (البصري، الاستدلالي، الناقد، والابداعي) ، تحققت الباحثة من صدق الاتساق الداخلي للاختبار وكانت قيمه تتراوح بين (56,0 892,0) بثبات قدره (86,0) ، واعتمدت الباحثة درجات امتحان نصف السنة لقياس التحصيل الدراسي . وبعد تطبيق الاختبار على عينة البحث المؤلفة من (260) طالبة من طالبات الصف الثالث المتوسط ، ومعالجة البيانات إحصائياً، توصلت الباحثة إلى النتائج الآتية :

• امتلاك طالبات الصف الثالث المتوسط (عينة البحث) أنماط التفكير في الرياضيات ولكن بمستوى متدنٍ ، إذ بلغت قيمة الوزن المئوي (51 %) ، وقد حصل التفكير البصري على الترتيب الأول بين أنماط التفكير الأربعة بوزن مئوي (68 %) ، يليه على التوالي كل من التفكير الاستدلالي والناقد بوزن مئوي (52 %) ، وأخيراً التفكير الابداعي بوزن مئوي (39 %) .


• وجود علاقة ارتباطية موجبة بين أنماط التفكير الأربعة بعضها مع بعض ، وبين كل نمط مع الدرجة الكلية للاختبار .


• وجود علاقة ارتباطية موجبة دالة احصائياً بين كل نمط من أنماط التفكير الأربعة في الرياضيات وكذلك للدرجة الكلية للاختبار مع التحصيل الدراسي لدى طالبات عينة البحث، وإن أنماط التفكير تؤثر على التحصيل الدراسي ، فقد بلغت قيمة مربع معامل ايتا لمتغير أنماط التفكير في الرياضيات على التحصيل الدراسي (21,0) وقيمة (d) (03,1) .

أولا ً : التعريف بالبحث :

مشكلة البحث :

   يعد التفكير أحد الركائز الأساسية في توجهات التطور التربوي في أي نظام تربوي ، وإن أحد أهم أهداف التربية الحديثة هو تنمية التفكير لدى الطلبة ، ورغم أهميته الكبيرة في حياة الأفراد ، والتأكيد على تنميته وتدريب الطلبة على أساليبه ، إلا ان بعض الدراسات العراقية التي أجريت في هذا المجال أوضحت بان الطلبة في مراحل التعليم العام يعانون من انخفاض واضح في أساليب التفكير في الرياضيات ومنها دراسة (الخزرجي،1996)، (مشكور،2000)، (الشرع،2002)، (الجاف،2005)، (الخزرجي، 2009) . كما أظهرت نتائج دراسة (القيسي، 2001) أن هناك انخفاضاً ملحوظاً في مستوى التفكير الناقد في الرياضيات ، ودراسة (العزاوي ،2003) التي أظهرت نتائجها وجود صعوبات يواجهها الطلبة في تعلم مادة الرياضيات ، وضعف قدرتهم على التقصي والكشف والنقد خلال دراستهم ومنـاقشتهم ، وضعف تأكيدهم لآرائهم المستقلة وترسيخها وصعوبة إصدارهم الأحكام حول الموضوعات والمشكلات الحياتية . في حين أظهرت نتائج دراسات أخرى أن الطلبة دون مستوى القبول في التفكير الاستدلالي ، مع وجود علاقة ارتباطيه موجبة ولكنها ضعيفة بين التفكير الاستدلالي وكل من التحصيل الدراسي والاتجاه نحو الرياضيات .

     ورغم التطورات والتغييرات الحاصلة في مادة الرياضيات من حيث إعادة بناء المقررات الدراسية ، إلا أن هناك بعض المشكلات التي لا زالت عالقة في تدريسها ، ولعل أبرزها تدني مستوى التحصيل في هذه المادة ، لا سيما في المرحلة المتوسطة ، والذي قد يؤدي إلى تكوين اتجاهات سلبية لدى الطلبة نحو الرياضيات مع نفورهم منها ، وبالتالي ضعف قدرتهم على التفكير كما لاحظنا من العرض السابق للدراسات وما أكدته (عيادة ، 2013 : 2) أثناء زيارتها لبعض المدارس وإطلاعها على معدلات الطلبة في مادة الرياضيات ، إذ لاحظت أن هناك تدنيا ً في مستوى تحصيلهم وضعف مشاركتهم الايجابية في غرفة الدرس ، مما انعكس بشكل سلبي على تفكيرهم وتحصيلهم في المادة. كما استطلعت آراء عدد من المشرفين المختصين وبعض مدرسات مادة الرياضيات في بعض المدارس المتوسطة والثانوية ، وقد أكدن ضعف طالباتهن في المادة . كما أظهرت نتائج دراسة كل من (العقبي،2002) ، (حسن،2005) ، (الساعدي ، 2008) أن هناك  تدنياً في التحصيل الدراسي للطلبة في  مادة الرياضيات مع انخفاض مستوى التفكير وأشاروا إلى أسباب كثيرة وقفت وراءه ، منها طرائق التدريس المستخدمة.

    ومن كل ما تقدم ، ونتيجة لتفاوت نتائج الدراسات والبحوث التي تناولت موضوعي التفكير والتحصيل الدراسي في مادة الرياضيات ، وضعف وانخفاض مستوى التفكير بأنواعه فيها ، ارتأت الباحثة إجراء دراستها الحالية للتعرف على امتلاك طالبات الصف الثالث المتوسط لأنماط التفكير في الرياضيات والمتمثلة بالتفكير (البصري ،الاستدلالي ، الناقد ، والإبداعي) ، وعلاقتها بتحصيلهن الدراسي .

    لذا يمكن عرض مشكلة البحث من خلال الإجابة عن السؤال الآتي :

  (ما امتلاك طالبات الصف الثالث المتوسط لأنماط التفكير في الرياضيات ؟ وما علاقتها بتحصيلهن الدراسي ؟)