ﺍﻟ ﱠﺳﺭﺩ ﻓﻲ ﺣﻛﺎﻳﺎﺕ ﺍﻹﻣﺎء ﺍﻟ ّﺷﻭﺍﻋﺭ ﺍﻟ ﱠﺷﺎﻋﺭﺓ ِﻋﻧﺎﻥ ﻣﺛﺎﻻً
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
ﻗـﺎم اﻟﺴـرد اﻟﻌرﺒـ ّﻲ اﻟﻘـدﻴم وﻻﺴـّﻴﻤﺎ ﻓـﻲ ﻤ ارﺤﻠـﻪ اﻷوﻟـﻰ ﻋﻠـﻰ اﻟرواﻴـﺔ واﻟﻨﻘـﻝ اﻟﺸـﻔﻬﻲ ٬ ﻓﻘـد أﺨـذ
ﻤﻛﺎﻨﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﻴـﺎة اﻟﻌرﺒّﻴـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻤﺘـدادﻫﺎ اﻟﺘـﺎرﻴﺨﻲ ٬ وﻻﺸـك ﻓـﻲ أّﻨـﻪ اﻟﻴـوم ُﻴ َﻌـﱡد أﻫـم اﻟﻤرﺠﻌﻴـﺎت اﻟﺘـﻲ
ﻴﻤﻛن اﻟرﻛون إﻟﻴﻬﺎ ٬ ﻓوﻓرة اﻟﻤﺎدة اﻟﺴردّﻴﺔ اﻟﻌرﺒّﻴﺔ ﻓﻀﻼً ﻋن ﺘﻌددﻴﺔ ﻤﺼـﺎدرﻫﺎ وﻤوﻀـوﻋﺎﺘﻬﺎ وﻤـﺎ دار
ﺤوﻟﻬﺎ ﻤن آ ارء ود ارﺴﺎت ٬ ﻓﻀﻼً ﻋن اﻷﺜر اﻟﻤﻬم ﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴرد اﻟﻌرﺒ ّﻲ ﻓﻲ ﺒﻨﺎء اﻟﻌﻘﻠّﻴﺔ اﻟﻌرﺒّﻴﺔّ .
ﻻﺸـك ﻓـﻲ أ ّن ﻟﻠﺨﺒـر ﺒﺸـﻛﻝ ﻋـﺎم ﻤـﺎ ﻴﻨﻤـﺎز ﺒـﻪ ﻋـن ﻏﻴـرﻩ ﻤـن اﻷﺠﻨـﺎس اﻟﺘﻌﺒﻴرﻴـﺔ واﻷﻨـواع
اﻟ ّﺴردّﻴﺔ اﻷﺨرى " ﺒﻝ ﻟﻠﺨﺒر ٬ اﻟﺴردي درﺠﺎﺘﻪ ؛ ﻓﺎﻟﺤﻛﺎﻴﺔ ﻴﻤﻛﻨﻬﺎ أ ْن ﺘزود اﻟﻘﺎرئ ﺒﻤﺎ ﻗ ّﻝ أو ﺠﻝ ﻤن
اﻟﺘﻔﺎﺼﻴﻝ ٬ وﺒﻤﺎ ﻗ ﱠﻝ أو ﺠ ﱠﻝ ﻤن اﻟﻤﺒﺎﺸرة " ٬ (١) ﻓﺎﻟﺨﺒر ﻓﻲ ﻤﺎ ﻴﻤﺘﻠك ﻤن ﺘﻔرد أﺴـﻬم ﻓـﻲ ﺒﻨـﺎء ﺘﻠـك
اﻟﺼـورة اﻟﺘـﻲ ﺴـﻌﻰ اﻟـ اروي ﻹﻴﺼـﺎﻟﻬﺎ ﺒﺼـﻔﺘﻪ ﻛﺎﺌﻨـﺎً ﻗـد ﺘﻔﺎﻋـﻝ ﻤـﻊ ﻤـﺎ ﻴرﻴـد اﻹﺨﺒـﺎر ﺒـﻪ ﻛّوﻨـﻪ ﻴﻤﺘﻠـك
ﻗد ارت ﻤﺘﻤﺜﻠـﺔ ﺒرؤﻴـﺔ ﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ وﻓﻛرّﻴـﺔ واﺠﺘﻤﺎﻋّﻴـﺔ ﻓـﻲ آ ٍن واﺤـد ٬ أﺴـﻬم ﻓـﻲ ﻤﻨـﺘﺞ ﻛـﺎن ﻟـﻪ اﻷﺜـر اﻷﻛﺒـر
ﻓﻲ ﺒﻨﺎء ﻨﺼﻪ واﻷﺼﻔﻬﺎﻨ ّﻲ ﻻ ﺨﻼف ﻓﻲ ذﻟك أدرك أّﻨﻪ ﻓﻲ رﺴﺎﺌﻠﻪ اﻟﺘﻲ ﺴﻌﻰ ﻹرﺴﺎﻟﻬﺎ ﻟﻠﻤﺘﻠﻘﻲ واﻗﻊ
ﺘﺤت ﺘﺄﺜﻴر رؤﻴﺘﻪ ﻓﻲ أ ّن اﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﻤﺸﺎرك ﻓﺎﻋﻝ ﻟﻤﺎ ﻴرﻴـد ٬ ﻓﺎﻟ ّﺴـرد ﻏرﻀـﻪ : " ﻴرﻛـب وﻴﻌﻴـد ٬ وﻴﺒـدع
وﻴﻌﻴــد ﺘﺄﺴــﻴس ﺴﻠﺴــﻠﺔ ﻤﺘﻛﺎﻤﻠــﺔ وﻤﺘداﺨﻠــﺔ ﻤــن اﻟوﻗــﺎﺌﻊ واﻷﺤــداث واﻟﺸﺨﺼــﻴﺎت واﻟﺨﻠﻔﻴــﺎت اﻟزﻤﺎﻨّﻴــﺔ
واﻟﻤﻛﺎﻨّﻴﺔ ٬ ﻟﺘﺠﻌﻝ ﻤﻨﻬﺎ اﻟﻤﺎدة اﻟﺤﻛﺎﺌّﻴﺔ " (٢) .
تفاصيل المقالة
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-ShareAlike 4.0 International License.