الحوار الاعتراضي بين موسى والخضر  في سورة الكهف (دراسة موضوعية)

محتوى المقالة الرئيسي

أ.م.د. نضال حنش شبار الساعدي

الملخص

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين وعلى آله الطيبين وصحبه المنتجبين.


         فقد حظي تفسير القرآن الكريم اهتماماً كبيراً من قبل المفسرين في الكشف عن معانيه ، والبلوغ إلى مراميه دراسة تحليلية  ، وموضوعية  توسعت وتنوعت مع الزمن باختلاف مناهجها ، ووقوفاً على أهمية اللفظ القرآني وما يستحقه من عناية فائقة في الدراسة والبحث من حيث الدلالات التفسيرية وما تتضمنه من قرائن لفظية ومعنوية ، وما تشتمله بعض آياته من حوار اعتراضي في الخطاب القرآني على لسان بعض الأنبياء وتحديداً على لسان موسى u في سورة الكهف والتي نعتقد أنها لم تحظ بدراسة مستقلة تعني بتقصي وتدبر  ثلاثة اعتراضات لموسى u ، وبيان أهميتها في التعبير البليغ ، وما تحمله من دلالات تفسيريه تجسد المعني البلاغي للنص القرآني ، وما يحمله من دلالات ،اخلاقية ، وتربوية ضمنتها في ثنايا البحث ، اما الإطار العام للبحث ، فقد جاء . في ثلاثة مباحث ، تسبقها مقدمة تناولنا فيها أهمية الموضوع ، وأسئلة البحث ، وأهدافه ، والمنهج المتبع والذي توصلنا من خلاله إلى  مجموعة من القيم السامية  والمبادئ الاخلاقية الرفيعة ، والوجوه الاعجازية والبيانية في النظم  القرآني لآيات الحوار  الاعتراضي بين موسى والخضر 8، نذكر منها على سبيل الإيجاز أن المتأمل في الآيات الكريمة يجد أن حكمة الله ظاهرة في تسخير الناس بعضهم لبعض .


من الواضح مقابلة الأدب النبوي من موسى u بالوفاء من الخضر له بالشرط الأساس بالتعليم حتى بعد فسخه للعقد ، و التأدب مع المعلم باستئذانه في الصحبة، وجواز شرط الطالب على معلمه أن يرافقه ليعلمه شيئاً من العلم ، ترك موسى u المشيئة في عصيان الأمر فعصاه، وعلق الصبر بالمشيئة فصبر قدر الطاقة، تبيين المعلم لطالب العلم ما استشكله  ، وإفادته ما لم يدركه ويحط به علمه وألا يتركه حائراً.


لكل تعبير حكمة تخصصه بمكانة ، فالحادث الثالث لا يتعارض مع الشريعة ؛ أما الأول والثاني فيناقضان الأحكام الثابتة في الشرائع الإلهية ؛ فليس هناك شريعة تبيح لإنسان فساد  شيء مملوك لآخر ، ولا قتل نفس بغير ذنب ، ولما كان خرق السفينة التي لم يغرق منها أحد أهون من قتل الغلام الذي هلك بالفعل ؛ فإن موسى وصف خرق السفينة أنه شيء عجيب ، ووصف قتل الغلام بأنه شيء منكر .


برز في الآيات الكريمة عدل موسى u جلياً ؛ فحين أنكر على الخضر في الحادثتين الأوليين كان شديداً ؛ لأن ظاهر الأمر الفساد البالغ فشدد عليه في النكير ، بخلاف الحادثة الثالثة ؛ فتلطف في الإنكار ؛ لأن ظاهر عمله الإحسان  فقال بصيغة (لو) الدالة على التحبيذ.

تفاصيل المقالة

كيفية الاقتباس
الحوار الاعتراضي بين موسى والخضر  في سورة الكهف (دراسة موضوعية). (2022). مجلة كلية التربية الاساسية, 23(98), 319-344. https://doi.org/10.35950/cbej.v23i98.8510
القسم
مقالات العلوم الانسانية

كيفية الاقتباس

الحوار الاعتراضي بين موسى والخضر  في سورة الكهف (دراسة موضوعية). (2022). مجلة كلية التربية الاساسية, 23(98), 319-344. https://doi.org/10.35950/cbej.v23i98.8510