شعرية الصوت السردي في روايات سعد محمد رحيم

الملخص

لعل ما يشدنا نحن كقراء , حينما نقرأ رواية ما ,هو النسيج الفني والفكري أو هما معاً , فأتجه النقاد إلى قراءتها وتقييمها بجعلها أعمال روائية ,تتميز بالإبداع الأدبي  لقيمتها و جودتها وديمومتها للمتلقي العادي  والدارس والباحث ,ولأن الرواية أيضًا كانت كالأم الحاضنة لأنها تستطيع أن تضم وتستثمر الفنون الإبداعية في متنها الروائي .  لهذا كانت قراءتنا لأعمال سعد محمد رحيم ماتعة ,لأن النص كان أشبه بالكائن الحي الذي يولد وينمو ويكبر مع القراءة المتفاعلة والمتجددة, فتضفي هذه النصوص طاقة روحية متجددة , فرواياته حقيقية وليست مجرد أعمال سردية كتبت كما  أتفق .

فكان الكاتب يعرف فضاء عمله الذي يكتب ويتحرك فيه ,وعلى وعي وأدراك  بأساليب الكتابة السردية ,فتوفرت لديه الثقافة العالية ,فضلاً عن فهمه ودرايته العميقة بالتقنيات السردية ,فاستخدم تقنيات الرواية المعاصرة ,فهو لم يلتزم بقواعد الكتابة الروائية الكلاسيكية فتخلى عن السرد الخطي التصاعدي المتسلسل  ,فعمل في نمط الرواية الجديدة , . ولأن القصة تأتي من خلال القناة السردية المتمثلة بالراوي والمروي له ,فتتضح العلاقة بين المكونات السردية وترتبط بمقولات الصوت السردي التي حددها جيرار جينت في كتابه خطاب الحكاية ,فعند بحثنا في شعرية الصوت السردي في النصوص الروائية, رصدنا تعدد المقامات السردية ومستويات السرد وعلاقات السارد ووظائفه داخل المتن السردي فضلاً عن حركية الضمائر السردية وتنوعها والانصرافات السردية التي تمثل افقاً تفاعلياً في انتاج الرؤية مع المتلقي  كل هذا يوضح أن الروائي سعد محمد رحيم كاتب متمرس يعرف أدواته الإبداعية ومتمكن من تقنيات الرواية الجديدة.