الاستدعاء في التصميم الداخلي

الملخص

     لطالما عدت العملية التصميمية عملية انفعالية من حيث المصمم والمتلقي ، ولولا هذه الانفعالات لما اخذت الفكرة التصميمية مداها المتداول في عالم مليء بالتحديات متسارع متجدد على مدار الوقت ، مما ساهم في توفير الاجواء لانبثاق تصاميم ترتقي في اغلب الاحيان الى مستوى الابداع ، ولكون مهمة المصمم الداخلي تتطلب منه الاحتكاك المباشر بمشاكل واحتياجات جمهور المتلقين فلابد من ان تستدعيه الحاجة فتولد لديه الفكرة التي تجعله يطرق جميع الميادين العالمية المادية والتقنية والتكنولوجية ... الخ من اجل تحقيقها، والتي ما ان تظهر الى جمهور المتلقين حتى تستدعي مشاعرهم بالقبول او الرفض معلنةً عن ولادة متكون تصميمي تفاعلي مابين قطبين اساسيين للعملية التصميمية ( المصمم والمتلقي ) .

     يعد المتلقي العربي من المتلقين الذين يمتلكون من الارتباطات الوجدانية ما يجعلهم ذوي حنين الى هوية وجذور البيئة التي ينتمون اليها ، فتستدعيه الايقونات المرتبطة بجذوه وتجعله يكمل في وجدانه التصميم الذي بدأه المصمم ، فاذا كانت هذه الايقونات ذات جذور مفرحة فانها سوف تستدعي فيه مشاعر الفرح والقبول بالتصميم اما اذا كانت هذه الايقونات ذات جذور محزنة فانها سوف تستدعي فيه مشاعر الحزن وبالتالي قد يرفض التصميم ، ورغم ان السوق العربي اصبح مكب لكثير من التصاميم العالمية بسبب وسائل الاتصال الحديثة وعالم المرئيات والذي ساعد على عولمة التصاميم واستدعاء مشاعر المتلقي من خلال الابهار الوقتي والذي ساهم في تسويق الكثير منها والتي لا تمت لهوية المتلقي العربي بصلة، غير ان هذه التصاميم لم تأخذ مداها بوصفها تصاميم مبدعة، فنجد بين حين واخر ظهور تصاميم لفضاءات داخلية تمثل الهوية العربية والتي تحمل بين طياتها الرمزية المستدعية لمشاعر الراحة لدى المتلقي فينجذب اليها تاركاً كل التصاميم الاخرى خلفه ، من هنا جاءت اهمية البحث الحالي في كونة يسلط الضوء على العملية التصميمية كرسالة استدعاء غير معلنة يقدمها المصمم الداخلي الى المتلقي من خلال الايقونة .