الآخر في غزل الشعر العراقي 447-547هـ

الملخص

    لقد أخذ مفهوم (الآخَر) مدياته من خلال الاتساع بمرور الزمن وتطور المجتمعات والمفاهيم العامة، فهو أعمق من القول: "هذا آخَرُ، وهذه أُخْرَى"([i])، أو "بمعنى غَيْر"([ii])، بل بدأ يأخذ أصناف شتى حتى قيل: إنه "عدة أصناف، منه مَنْ يختلف في الدين، وفي العرق، وفي اللون، وفي المستوى الاجتماعي كالفقير والخادم والجارية وغيرهم"([iii])، في مقاييس مختلفة "داخلية كالنساء بالقياس إلى الرجال، والفقراء بالقياس إلى الأغنياء، أو خارجية بالقياس إلى المجتمع بصورة أعم"([iv])، وما يستدعي الغرابة أن هناك مَنْ كان لا يعد المرأة إنساناً آخر كاملاً، كما في المجتمعات الأوروبية إذ تُحملّها الكنيسة كل مصائب الدنيا وتعنتها بألقاب لاذعة([v])،

([i]) كتاب العين: الخليل بن أحمد الفراهيدي (170ه)، ترتيب وتحقيق: د.عبد الحميد هنداوي، المجلد الأول (أ-خ)، منشورات محمد علي بيضون، دار الكتب العلمية، بيروت_ لبنان، ط1،  2002م-1424هـ، ج1، مادة (أخر): 60.

([ii]) تاج العروس من جواهر القاموس: السيد محمد مرتضى بن محمد الحًسيني الزَّبيدي (1205ه)، اعتنى به ووضع حواشيه: د.عبد المنعم خليل إبراهيم، والأستاذ كريم سيّد محمود، دار الكتب العلمية، بيروت_ لبنان، ط1، 2007م-1428هـ، مج5، ج10، باب الراء _ فصل الهمزة، مادة (أَخر): 18 .

([iii]) حُب الآخر في الشعر الأندلسي والبروفنسي: د.محمد عباسة ، بحث نُشِر في مجلة حوليات التراث، العدد الرابع-2005م، جامعة مستغانم (الجزائر): 6. 

([iv]) تمثيلات الآخَر، صورة السود في المتخيّل العربي الوسيط: د.نادر كاظم، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت_ لبنان، توزيع: دار الفارس للنشر والتوزيع، عمّان-الأردن، الطبعة الأولى 2004م: 20.

([v]) ينظر: حُب الآخر في الشعر الأندلسي والبروفنسي: د.محمد عباسة: 6.