الدراسة اللغوية للكتابات النقشية في كنيسة دير السيدة (حافظة الزروع) في القوش الموصل

الملخص

تعد دراسة الكتابات النقشية من الدراسات المهمة في حضارات الشعوب والأمم، وعن طريقها يمكن التوصل الى عراقة هذه الشعوب وأصالتها، ويعتبر الشرق الأوسط (بلاد وادي الرافدين وبلاد الشام والجزيرة العربية) مهداً لأقدم الحضارات البشرية وبالأخص وادي الرافدين، لأنه احتضن الحضارة الأولى في العالم وفيه دونت الحروف الأولى على يد السومريين.

إن دراسة الكتابات النقشية هي خير سبيل لمعرفة الحضارة القديمة والأصيلة، لأن اللغة علامة من علامات الحضارة وهي دليل على وجودها وأحد مقوماتها. تعد اللغة الآرامية من اللغات السامية المهمة، وتأتي أهميتها كونها من اللغات السامية الحية، ومنذ اكتشافها لا تزال متداولة الى يومنا الحاضر على الرغم من التطور الذي شهدتها من ناحية الخط لتبسيط عملية الكتابة، حيث كتب بهذه اللغة نتاج ضخم من أدب ونحو ومخطوطات الأمر الذي دعاني إلى دراسة هذا الموضوع لما تحويه من أساليب لغوية وتاريخية مقارنة مع شقيقاتها من بقية اللغات السامية الأخرى.

إن اختياري دراسة الكتابات النقشية في كنيسة دير السيدة (حافظة الزروع)، الموجودة على الجدران وشواهد القبور فيها بسبب ذكره من قبل الرحالة والمؤرخين. فضلا لأهميتها في الكنيسة الشرقية ولدورها الفعال فيها، لأنه عبر عن المراحل الأولى التي مرت بها، بالإضافة الى أن نوع الخط التي كتبت به الكتابات النقشية، وهو الخط الأسطرنجيلي.