تطور علم الفلك في العراق خلال العصر العباسي

الملخص

    إن علم الفلك كان من اشد العلوم ارتباطا بالواقع الحضاري والاجتماعي الاسلامي ، بل هو اكتسب خصوصية معينة بفضل معالجته لقضايا دينية تهم المسلم في اي مكان في تلك المرحلة التاريخية فنجد ان تحديد اتجاه القبلة (مكة المكرمة) من عدة نقاط مختلفة على سطح الأرض وتصنيف الجداول الفلكية من اجل توقيت الصلاة بكل هذه القضايا المحلية قد اغنيت محتوى علم الهيئة وساهمت في تطويره وكل هذا يعكس الحافز الاساسي لتطوير العلم في المجتمع الاسلامي وقد عالج علم الفلك الظواهر الفلكية المختلفة كالكسوف والخسوف وغيرها من الظواهر وقام علماء الفلك برصد هذه الظواهر وهذا دليلا حيا على اهتمام العرب والمسلمين بهذا العلم وكذلك قرب الخلفاء العباسيين والوزراء والسلاطين علماء الفلك والمنجمين وقد استفادوا من ارائهم الفلكية ووضعوها لخدمة الخلاقة والبلاط العباسي من هجمات الاعداد واختيار الاوقات المناسبة للحروب والفتوحات الإسلامية ، وقد نقل المسلمين للكتب الفلكية القديمة عند اليونان والفرس والروم والعريان وتصحيح بعض اغلاطها والتوسيع فيها ولا سيما ان اصول تلك الكتب ضاعت ولم يبق منها غير ترجماتها في العربية وهذا ما جعل الاوربيين ياخذون العلم عن المسلمين واصبحوا اساتذه العلم فيه بالاضافة إلى إضافاتهم المهمة واكتشافاتهم الجليلة التي تقدمت بعلم الفلك شوطا بعيدا ، وجعلهم علم الفلك استقرائيا وعدم وقوفهم فيه عند حد النظريات كما فعل اليونان وكذلك طهر العرب والمسلمين علم الفلك من ادران التنجيم .