اتجاهات معلمات رياض الأطفال نحو مهنة التعليم وعلاقتها بسنوات الخدمة

الملخص

      يشهد الوطن العربي ثورة علمية وتكنولوجية، كان لها الأثر البالغ في سلوك الناس وفي تعاملهم مع المحيط الاجتماعي والثقافي الذي يعيشون فيه، ومن آثار هذا التحول، العناية بالتنمية الاجتماعية والبشرية، وما تتطلبه هذه التنمية من إعداد أطر فنية في مختلف جوانب الحياة العصرية، ومنها الجانب التربوي، وتلعب المدرسة دورا أساسيا في تحقيق أهداف التربية ومهماتها ،فهي المؤسسة التي تعمل على إعداد مواطن صالح يحتاجه المجتمع.

        وقد تعرضت مهنة التعليم إلى تحديات كثيرة متمثلة بالمكانة الاجتماعية المهزوزة للمعلم، باعتباره الضحية التي تنسب إليه أخطاء التربية وفشلها في تحقيق أهدافها، وأخطر ما في الأمر، إن أجهزة الإعلام في الدول العربية، تبرزه كشخصية متخلفة عن ركب الحضارة، مدعاة للسخرية، فكم من مسرحية، أو فلما ﱟجعلت منه رث الثياب، متسولا يستحق الرثاء بدلا من أن تقدمه مفكرا صاحب الرسالة (بشارة،1986 :6)، ولقد كان نتيجة ذلك عزوف إعداد كبيرة من الطلبة عن مهنة التعليم (طارش و المذن:151،1989 -152)وان التحقوا كانت اتجاهاتهم سلبية .

 ويعد المعلم مفتاح العملية التربوية وأساسها وعليه يقع نجاحها أو فشلها وبقدر ما يتوفر الأساس العلمي والعملي في إعداده، بقدر ما نحصل على معلم جيد وبالتالي على تربية جيدة تؤدي إلى بناء بشري قادر على التقدم والازدهار.(بشارة،1986 :6)

إن إعداد المعلم وتهيئته لمتطلبات المهنة من جهة ومقتضيات العصر الحديث من جهة أخرى من القضايا التربوية التي تحضى باهتمام متزايد في كثير من النظم المعاصرة وأصبح  تطوير المؤسسات والنظم القائمة على إعداده بهدف رفع كفاءتها التعليمية لمواجهة الحاجات الجديدة للمجتمع ولتمكينها من أن تخرج معلمين ذوي كفاءة علمية ومهنية (مكتب التربية العربي لدول الخليج، 1984 ،24)