الشعور بالتشاؤم لدى الأرامل

محتوى المقالة الرئيسي

أ. د. سلمان جوده مناع
زهراء زيدان أموري

الملخص

خلفت الحروب المتعددة التي مر بها العراق العديد من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية خلال العقود الثلاثة الماضية ، كالحرب الأمريكية البريطانية على العراق عام2003 فضلا عن العمليات الإرهابية التي شهدها العراق ما خلف أعداد هائلة من النساء الأرامل(نجم،22:2009).


وتتحدث بعض التقارير عن ترمل (100 ) أمراة عراقية يوميا وربما أكثر، وأن الزوجة هي صاحبة المصاب ألاكبر حيث فقدت المعيل والكفيل في أن واحد والى ألابد،والملفت في الامر أن الغالبية من الارامل هن من الشابات اللواتي يفقدن أزواجهن الشباب نتيجة تفجير أرهابي أو أغتيال أو القتل على الهوية ، وأن سجلات وزارة شؤون المراة العراقية تقول أن( 95881 ) أرملة من المسجلات فقط في شبكة رعاية المرأة موجودة في بغداد وحدها فضلا عن ( 3238098 ) أرملة في بقية محافظات العراق وهي أرقام قابله للأرتفاع يوميا وألارملة تعاني ما تعاني وعليها تحمل أعباء تربية ألاطفال ورعايتهم (عبد محي،العبيدي ،2008: 2).


وتعد النساء ألارامل من أكثر الفئات التي تتعرض للضغوط وألاحداث الصادمة ذلك لأن الزوج يمثل القوة التي تستند عليها الزوجة في ممارسة حياتها فهو يمثل مصدر الحنان والطمأنينة للزوجة والاولاد وهو المسؤول عن توفير الحاجات الفسيولوجية من مأكل ومشرب (الخضري،84:2005).


كل هذا يؤدي الى أضرار نفسية تؤثر في الفرد وهو نقطة البداية للعديد من الاضطرابات النفسية والمكشلات التي يمكن ان تعاني وتشكو منها الارملة،يتصدرها الشعور الذاتي بعدم السعادة والشعور بالتشاؤم فضلا عن الاحساس القهري بالعجز (النيال،4:1993).


وعندما ننظر نظره فاحصة لمجتمعنا نجد أن عادتنا وتقاليدنا تدعم المثيرات المحزنة ، فنجد الناس يتعاملون مع الافراح بمراسيم بسيطة، بل تكاد تكون محدودة في مدتها وطرائق التعبير عنها،حتى نجد البعض يخشى الفرح لانهم يعتقدون ان الفرح دائما ياتي بعدة حزن او شيء مخيف،ان هذه التنشئة تركت اثارها في السلوك وطرائق مواجهة الحياة (جواد،:2005: 3).


حيث يعد الشعور بالتشاؤم أحد المعوقات النفسية التي تعوق قدرة الفرد على التحكم ، وتنهك فاعليتة وكفاءته في حياتة المستقبلية وتنمي فيه أثاراً سلبية فكرياً ونفسياً وتضعف قدرته وقوته الشخصية في تفاعله في حياته العادية وذلك نتيجة لنظرتة التشاؤمية والتي تولد مشاعر اليأس والانهزام (البخاري،8:1987) .


وقد تحسست الباحثة المشكلة من خلال تقديم أستبيان أستطلاعي يتضمن سؤال عن شعورهن بالتشاؤم على عينة قوامها(50) أرملة للتأكد من وجود مشكلة الشعور بالتشاؤم فقد أكدت(90%) من أفراد العينة على أنهم لديهم بالشعور بالتشاؤم ونسبة 10% ليس لديهم شعور بالتشاؤم ، مما شجع الباحثة أن تفكر في دراسة هذه المشكلة على أرض الواقع وأقتراح الحلول المناسبة لعلاجها وبذلك يعينهن على الخروج من حالة الحزن والعجز ويمكن أن يشكل الخطوة الاولى نحو حل المشكلات التي تعاني منها هذه الشريحة من المجتمع العراقي وهي الزوجات الارامل.


ولذلك فكرت الباحثة حل لهذه المشكلة في بناء برنامج أرشادي مقترح لخفض الشعور بالتشاؤم لدى ألارامل .

تفاصيل المقالة

كيفية الاقتباس
الشعور بالتشاؤم لدى الأرامل. (2023). مجلة كلية التربية الاساسية, 18(73), 583-616. https://doi.org/10.35950/cbej.v18i73.9176
القسم
مقالات للعلوم الانسانية والصرفة

كيفية الاقتباس

الشعور بالتشاؤم لدى الأرامل. (2023). مجلة كلية التربية الاساسية, 18(73), 583-616. https://doi.org/10.35950/cbej.v18i73.9176