رعاية المسنين في التشريع الاسلامي

الملخص

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين حبيبنا محمد وعلى اله الاطهار واصحابه المنتجبين.

اما بعد:

فقد تعالت الاصوات والنداءات المطالبة بالاهتمام بالمسنين وتبني حقوقهم منذ النصف الثاني من القرن الماضي أزاء الوقع المرير لهم، والحوادث المأساوية التي تتكرر لهم والتي تذكرها الصحف اليومية، فمن مأساة التنكر الاسري والعقوق الى مأساة فقدان الامن الصحي والاقتصادي والاجتماعي الى مأساة تناسيهم بين جنبات الهوم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الاخرى.

 وإن كان هذا الاهتمام لم يبرز إلآ في السنوات الماضية فإن الاسلام قد نظم هذا الاهتمام بأدق تفاصيله واكد عليه قبل من اربعة عشر قرنآَ وانعكس هذا على أفراد المجتمع المسلم انذاك سلوكآ وممارسات في تعاملهم مع المسنين،ولم ينظم الحقوق فحسب بل ونادى بحمايتها وطالب الكل برعايتها بين للمسنين الوجبات وشرع لهم الاحكام التي تناسب عمرهم وطاقتهم.وسترى ذلك حقآَ حين تقرأ هذا البحث الذي بين يديك.

وسر ذلك أن الشريعة الاسلامية مشتملة على جلب المصالح كلها دقها وجلها وعلى درء المفاسد بأسرها دقها وجلها فأينما وجدت المصلحة توجد حكم الله وأينما كانت المفسدة كان النهي عنها. وصدق الامام الجويني حين قال: ((انما ينسل عن ضبط الشرع من لم يحط بمحاسنه ولم تطلع على خفاياه ومكامنه، فلا يسبق الى مكرمة سابق، الا لو بحث في الشريعة لألفها أو خبر منها في وضع الشرع))^(*) لان منزل هذه الشريعة هو الخالق العليم باحوال عباده الحكيم بافعاله الرحيم بنفوس خلقه فهو العزيز الحكيم (جل جلاله وتقد ست اسماءه)